قَوْله:
«فالله - سُبْحَانَهُ - إِنَّمَا يَنظر
إِلَى القلوب، وَمَا صَدَرَ من الأفعال عَن اعْتِقَادٍ لا إِلَى مُجَرَّد
الأَلْفَاظ»؛ فالله جل وعلا لا يكتفي بالألفاظ باللسان، دون نَظَرٍ إِلَى
القلب، وإلى العَمَل.
قَوْله:
«وإلا لَمَا كَانَ فرقٌ بَين المؤمن
وَالمُنَافِق» فَالمُنَافِق يَقُول: «لا
إله إلاَّ الله»، وَهُوَ فِي الدَّرك الأَسْفَل من النَّار، لِمَاذَا؟ لأنه لم
يَلتزم بِمَعْنَاهَا، ولا اعتَقَدَ بقلبه، فلم يَنفعه التلفظ بـ «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ، مُحَمَّد رَسُول
الله»، قَالَ تَعَالَى: ﴿إِذَا جَآءَكَ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ قَالُواْ نَشۡهَدُ
إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُۥ وَٱللَّهُ
يَشۡهَدُ إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَكَٰذِبُونَ ١ٱتَّخَذُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُمۡ جُنَّةٗ
فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ إِنَّهُمۡ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ٢﴾ [المُنَافِقُون: 1- 2]، يَعْنِي: اتَّخَذُوا هَذِهِ
الشَّهَادَة اللفظية، ﴿جُنَّةٗ﴾ [المُنَافِقُون: 2]، يَتَتَرَّسُون بها، ﴿ٱتَّخَذُوٓاْ
أَيۡمَٰنَهُمۡ جُنَّةٗ فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ إِنَّهُمۡ سَآءَ مَا
كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ٢ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ فَطُبِعَ عَلَىٰ
قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَفۡقَهُونَ ٣﴾
[المُنَافِقُون: 2- 3]، آمَنوا بِأَلْسِنَتِهِم، ثُمَّ كَفَرُوا بقلوبهم، ﴿ذَٰلِكَ
بِأَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَفۡقَهُونَ
٣وَإِذَا رَأَيۡتَهُمۡ تُعۡجِبُكَ أَجۡسَامُهُمۡۖ وَإِن يَقُولُواْ تَسۡمَعۡ لِقَوۡلِهِمۡۖ
كَأَنَّهُمۡ خُشُبٞ مُّسَنَّدَةٞۖ يَحۡسَبُونَ كُلَّ صَيۡحَةٍ عَلَيۡهِمۡۚ هُمُ ٱلۡعَدُوُّ
فَٱحۡذَرۡهُمۡۚ قَٰتَلَهُمُ ٱللَّهُۖ أَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ ٤﴾ [المُنَافِقُون: 3- 4]، لَهُم ألسنة وحُجَجٌ مزخرَفة
تؤثِّر عَلَى السَّامِع، ﴿شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ يُوحِي بَعۡضُهُمۡ
إِلَىٰ بَعۡضٖ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورٗاۚ﴾
[الأَنْعَام: 112] يُغْرُون به من يَسمَعهم، ﴿وَإِن يَقُولُواْ تَسۡمَعۡ لِقَوۡلِهِمۡۖ﴾ [المُنَافِقُون: 4]، فالله سُبْحَانَهُ فَضَحَهم
وعَرَّاهم؛ لأَِنَّهُم يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم ما لَيْسَ فِي قلوبهم، فَكَيْفَ
بالقبوريين الَّذِينَ يَقُولُونَ: «لاَ
إِلَهَ إلاَّ اللهُ» ويَعبدون غير