×
فتح الولي الحميد في شرح كتاب الدر النضيد

ويَقرَؤُون كُتُبَ التَّوْحِيدِ، فالجهل إِنَّمَا يُعذَر به من لم يَصِل إِلَيْهِ شَيْء، وَلَمْ يَسمَع القُرْآن، وَلَمْ يَسمَع الأَحَادِيث، وَلَمْ يَسمَع كَلاَمَ أهل العِلْم، وَإِنَّمَا نَشَأَ بَعِيدًا عَن بلاد الإِسْلاَم وَلَمْ يَصِل إِلَيْهِ شَيْء، هَذَا هُوَ الَّذِي يُعذَر بالجهل.

قَوْله: «فإن طَوَائِف الكفر بِأَسْرِهِ...» نعم، اعْتِقَاد أهل الجَاهِلِيَّة: جَهْلٌ، والشرك جَهْلٌ بالله عز وجل، فالذي أَوْقَعَ أهلَ الجَاهِلِيَّة فِي الشِّرْك هُوَ الجَهْل، لو كَانُوا يَعلَمُون أنه شركٌ ما فَعَلُوه، وَلَكِنَّهُم لا يرون أنه شركٌ، يَقُولُونَ: ﴿مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ [الزُّمُر: 3]، فَقَط لِيُقَرِّبُوهم، ويقولون: ﴿هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ [يُونُس: 18]، فما جَعَلُوهم شركاء لله فِي الخلق والتدبير والإحياء والإماتة.

قَوْله: «حَتَّى يَكُون اعْتِقَاد الجَهْل عذرًا لإخوانهم المُعْتَقِدِين فِي الأَمْوَات» وهل الله سبحانه وتعالى تَرَكَ أهلَ الجَاهِلِيَّة عَلَى جَهْلِهم، أم أنه أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ الرُّسُلَ تدعوهم إِلَى التَّوْحِيد، وَلَكِنَّهُم عانَدوا الرُّسُلَ، وَأَبَوْا أن يَقبَلوا دَعوَتَهم، وبَقَوْا عَلَى جَهلِهِم وعنادهم.


الشرح