وَقَالَ فِي «النهر الفائق»: «اعلم أن الشَّيْخ
قاسمًا، قَالَ فِي «شرح درر البِحَار»: إن النَّذْر الَّذِي يَقَع من أَكْثَر
العَوام بأن يأتي إِلَى قبر بَعْض الصلحاء قائلاً: يا سيدي فلان إن رُدّ غائبي، أو
عوفي مريضي فلك من الذَّهَب أو الفضة أو الشمع أو الزَّيْت كَذَا بَاطِل إجماعًا
لوجوه...»، إِلَى أن قَالَ: «ومنها ظَنّ أن المَيِّت يَتَصَرَّف فِي الأَمْر،
وَاعْتِقَاد هَذَا كفرٌ» انتهى.
****
ٱللَّهُ بِهَا
مِن سُلۡطَٰنٍۚ إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ
إِيَّاهُۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ
٤٠﴾ [يُوسُف: 39- 40]، فَلَمَّا
تَرَكُوا عبَادَة الله ابتُلُوا بِعبَادَة الطَّوَاغِيت، والأشجار، والأحجار،
والأطماع، والشهوات، قَالَ ابْن القيم رحمه الله:
هَرَبُوا من الرِّقِّ الَّذِي خُلِقُوا لَهُ **** فبُلوا
بِرِقِّ النَّفْس والشيطانِ
قَوْله:
«وَهَذَا الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ هُوَ
ابْن المفيد»؛ أي: الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ ابْن القيم بِقَوْلِهِ: «صَنَّفَ بَعْض غلاتهم كِتَابًا سَمَّاهُ:
«مَنَاسِكَ المَشَاهِدِ») هُوَ ابْن المفيد الرافضي الخَبِيث.
قَوْله: «وَقَالَ فِي النهر الفائق»، هُوَ «النهر الفائق شرح كنز الدقائق» من كُتب الحَنَفِيَّة، وَهُنَاكَ «البَحْر الرائق شرح كنز الدقائق»
للزيلعي.
قَوْله:
«اعلم أن الشَّيْخ قاسمًا» من
عُلَمَاء الحَنَفِيَّة.
قَالَ: أَنَّهُم يَقُولُونَ: «يا سيدي فلان إن رُدَّ غائبي، أو عوفي مريضي فلك من الذَّهَب، أو الفضة،
أو الشمع، أو الزَّيْت كَذَا...» فَإِذَا شُفي مريضه أو قُضيت حاجته؛ فإنه يفي
بِهَذَا القَوْل، ويرسِل الأَمْوَال، وَلَكِن