وَقَالَ ابْن القيم رحمه الله فِي «إغاثة اللهفان»
فِي إِنْكَار تَعْظِيم القبور: وَقَد آلَ الأَمْرُ بهؤلاء المشركين إِلَى أن
صَنَّفَ بَعْض غلاتهم كِتَابًا سَمَّاهُ: «مناسك المَشاهِد»، ولا يخفى أن هَذَا
مفارَقةٌ لِدِين الإِسْلاَم، وَدُخُول فِي دين عبَادَة الأَصْنَام. انتهى، وَهَذَا
الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ هُوَ ابْن المفيد.
****
وأجدادهم بِسَبَب الجَهْل، وَبِسَبَب اتِّبَاع
الضَّالِّينَ والتقليد الأَعْمَى، ﴿إِنَّا وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰٓ أُمَّةٖ
وَإِنَّا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم مُّهۡتَدُونَ﴾
[الزُّخْرُف: 22] إِلَى غير ذَلِكَ من الشُّبُهَات.
قَوْله:
«اقتداء بمن عَبَدَ اللات والعزى»؛ اللات:
صنم فِي الطَّائِف، والعزى: شجرات حول عرفات يعبدونها من دون الله.
قَوْله:
«انتهى»؛ أي: كَلاَم ابْن عقيل
الحنبلي رحمه الله.
قَوْله: «وَقَالَ ابْن القيم» هَذَا نَقْلٌ آخَرُ عَن ابْن القيم، فالشوكاني
يَنقل عَن هَؤُلاَءِ الأَئِمَّة من مُختَلَف المذاهب ما يُبطِل قَوْل هَؤُلاَءِ
الطغام الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى الصَّنْعَانِيّ، وَقَالُوا: إنه يَقُول: إن هَذَا
شرك أصغر، وأنه كفر عملي.
قَوْله: «إغاثة اللهفان»؛ أي: «إغاثة اللهفان من مصائد الشَّيْطَان» وَهُوَ كِتَاب جليل، وَفِيهِ أن من تَرَكَ عبَادَة الله ابتُلِي بِعبَادَة الطَّوَاغِيت، وهم لا يتوحدون عَلَى صنم واحد، فكل واحد لَهُ صنم خَاصّ، كَمَا أَنَّ معبودات المشركين كَثِيرَة لا تُحصَر، أَمَّا المُسْلِمُونَ فيَعبدون إلهًا وَاحِدًا، قَالَ يُوسُف عليه السلام: ﴿يَٰصَٰحِبَيِ ٱلسِّجۡنِ ءَأَرۡبَابٞ مُّتَفَرِّقُونَ خَيۡرٌ أَمِ ٱللَّهُ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّارُ ٣٩مَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِهِۦٓ إِلَّآ أَسۡمَآءٗ سَمَّيۡتُمُوهَآ أَنتُمۡ وَءَابَآؤُكُم مَّآ أَنزَلَ