هَذِهِ التكاليف تَثقُل عَلَى كَثِير من النَّاس
خصوصًا عَلَى ضِعَاف الإِيمَان، فيَعدِلون عَنْهَا إِلَى أوضاع وَضَعُوها هُم لأنفسهم
من البِدَع والمحدثات، يَرضَونها وتَسهُل عَلَيْهِمْ لأَِنَّهَا مِن وَضعِهم، وليست
من وَضْعِ غَيرهم، ويُزَيِّنُها الشَّيْطَان لَهُم، وتُزَيِّنُها نفوسهم
الأَمَّارَة بالسوء، فَلاَ تثقل عَلَيْهِمْ البِدَع والمحدَثات، وَإِنَّمَا تَثقُل
عَلَيْهِمْ السُّنَن.
يَقُول
ابْن عقيل رحمه الله: «وهم عِنْدِي كُفَّار بِهَذِهِ الأوضاع»، لأَِنَّهُم استبدَلوا بها
كِتَاب الله وسُنَّة رَسُوله صلى الله عليه وسلم، وهذه طَرِيقَة النصارى واليهود،
حرّفوا التَّوْرَاة والإنجيل، وأَحدَثوا عِبَادَات من عِنْدَهُم ما أَنزَلَ الله
بها من سلطان؛ فسَهُلَت عَلَيْهِمْ كَذَلِكَ هَؤُلاَءِ المبتدعة فِي هَذِهِ الأمة.
قَوْله:
«مِثْل: تعَظِيم القبور»، صرَّح ابْن
عقيل أن تَعْظِيم القبور كُفر، فَقَالَ: «وهم
عِنْدِي كُفَّار» كالذين يُعَظّمُون القبور ويغلون فِيهَا ويدعون الأَمْوَات
ويستغيثون بهم.
قَوْله:
«وكتب الرِّقَاع فِيهَا: يا مولاي افعل لي
كَذَا وَكَذَا»؛ أي: يرسِلون رسائل مكتوبة إِلَى القبور، يرسِلونها مَعَ
الوافدين إِلَيْهَا، فالذي لا يستطيع الذَّهَاب إِلَى القبور يرسِل مَعَ الوافد
إِلَيْهَا رسالة إِلَى المَيِّت: إني أُرِيد كَذَا وَكَذَا، فيأتي بها المندوب،
ويضعها فِي نَافِذَة القبر، ويَظن أنها ستُقضى حاجته بِهَذَا.
قَوْله:
«وإلقاء الخرق عَلَى الشَّجَر» كما
هُوَ مَوْجُود الآنَ، فِي جبل عرفة ويعقدون الخرق عَلَى الشَّجَر الَّتِي عَلَى
جبل عرفة، بزعمهم أنه تُقضى حاجاتهم بِهَذِهِ الطَّرِيقَة، وهذه أوضاع شركية
وَرِثُوها عَن آبَائهُم