×
فتح الولي الحميد في شرح كتاب الدر النضيد

وَقَالَ شَيْخ الإِسْلاَم تقي الدّين رحمه الله فِي «الرِّسَالَة السُّنية»: «إن كل من غلا فِي نَبِيّ أو رَجُل صالح، وجَعَلَ فيه نوعًا من الإِلَهِيَّة، مِثْل أَنْ يَقُولَ: يا سيدي فلان أَغِثْنِي أو انْصُرْنِي أو ارْزُقْنِي أو أَجِرْنِي وأنا فِي حَسْبِكَ، ونحو هَذِهِ الأَقْوَال، فكل هَذَا شركٌ وَضَلاَلٌ يُسْتَتَاب صاحِبُه، فإن تَابَ نَجَا وإلا قُتِلَ، فإِنَّ اللهَ إِنَّمَا أَرْسَلَ الرُّسُلَ، وأَنزَلَ الكُتُبَ ليُعبد وحده ولا يُجعل مَعَهُ إلهٌ آخَرُ، والذين يَدْعُونَ مَعَ الله آلهةً أُخْرَى مِثْل: المسيح والملائكة والأصنام، لم يكونوا يعتقدون أنها تَخلق الخَلاَئِق، أو تُنزِل المطر أو تُنبت النبات، وَإِنَّمَا كَانُوا يعبدونهم أو يعبدون قبورهم أو صورهم ويقولون: إِنَّمَا ﴿نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ [الزُّمُر: 3]، ويقولون: ﴿هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ [يُونُس: 18]،

****

بَين النَّبِيّ وغيره، فَالعِبَادَة حَقّ لله عز وجل وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَالنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم جَاءَ بِإِنْكَار الشِّرْك والجهاد عَلَيْهِ، كيف يرضى أنه يُعبَد بعد مَوْته.

قَوْله: «وَهَذَا القائل من أَئِمَّة الشافعية» وَهُوَ النووي رحمه الله.

قَوْله: «وَإِذَا كَانَ لسيد الرُّسُل صلى الله عليه وسلم كُفرًا عِنْدَهُ، فَكَيْفَ بالذبح لسَائِر الأَمْوَات؟!»؛ أي إِذا كَانَ من ذَبَحَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَكفُر؛ فَكَيْفَ بمن ذَبَحَ لغير النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.

قَوْل ابْن حجر: «من دَعَا غير الله فَهُوَ كافر»؛ لأنه مُشْرِك، وكل مُشْرِك فَهُوَ كافر.

 قَوْله: «وَقَالَ شَيْخ الإِسْلاَم تقى الدّين» من الحَنَابِلَة.

قَوْله: «فكل هَذَا شركٌ وَضَلاَلٌ»؛ أي: شرك وَضَلاَل يُخرِج من الملة.


الشرح