×
الملخص الفقهي الجزء الأول

ثم بعد الفراغ من الوضوء على الصفة التي ذكرنا، يرفع بصره إلى السماء، ويقول ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأدعية في هذه الحالة، ومن ذلك: «أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ، وَاجْعَلْنِي مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ» ([1])، «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنَّ لاَ إِلَهَ إِلا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ» ([2]).

والمناسبة في الإتيان بهذا الذكر والدعاء بعد الوضوء: أنه لما كان الوضوء طهارة للظاهر؛ ناسب ذكر طهارة الباطن بالتوحيد والتوبة، وهما أعظم المطهرات، فإذا اجتمع له الطهوران؛ طهور الظاهر بالوضوء، وطهور الباطن بالتوحيد والتوبة؛ صلح للدخول على الله، والوقوف بين يديه، ومناجاته.

ولا بأس أن ينشف المتوضئ أعضاءه من ماء الوضوء بمسحه بخرقة ونحوها.

ثم اعلم أيها المسلم، أنه يجب إسباغ الوضوء، وهو إتمامه باستكمال الأعضاء وتعميم كل عضو بالماء، ولا يترك منه شيئًا لم يصبه الماء: فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً ترك موضع ظفر على قدمه؛ فقال له: «ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ» ([3]).


الشرح

([1])رواة الترمذي: كتاب: (الطهارة) (55)، والطبراني في « الأوسط » (4895)، وعبد الرزاق في « مصنفه » (731)، وابن أبي شيبة في « مصنفه » (20).

([2])رواه النسائي: في (عمل اليوم و الليلة) (81)، والضياء في (المنتقى من مسموعاته بمرو) (2/68)، وعبد الرزاق (6023).

([3])رواه مسلم: في كتاب: (الطهارة)، باب: « وجوب استيعاب جميع أجزاء محل الطهارة » (243).