خامسًا: النية:
ومن شروط الصلاة:
النية، وهي لغة: القصد، وشرعًا: العزم على فعل العبادة تقربًا إلى الله تعالى.
ومحلها القلب؛ فلا
يحتاج إلى التلفظ بها، بل هو بدعة، لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا
أصحابه؛ فينوي بقلبه الصلاة التي يريدها، كالظهر والعصر؛ لحديث: «إِنَّمَا
الأَْعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ» ([1])، وينوي مع تكبيرة
الإحرام، لتكون النية مقارنة للعبادة، وإن تقدمت بزمن يسير في الوقت فلا بأس.
ويشترط أن تستمر
النية في جميع الصلاة، فإن قطعها في أثناء الصلاة؛ بطلت الصلاة.
ويجوز لمن أحرم في
صلاة فريضة وهو مأموم أو منفرد أن يقلب صلاته نافلة إذا كان ذلك لغرض صحيح؛ مثل أن
يحرم منفردًا، فيريد الصلاة مع الجماعة.
واعلم أن بعض الناس
قد أحدثوا في النية بدعة وتشددًا ما أنزل الله بهما من سلطان، وذلك بأن يقول
أحدهم: نويت أن أصلي فرض كذا، عدد كذا من الركعات أداء لله خلف هذا الإمام... ونحو
ذلك من الألفاظ، وهذا شيء لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم ينقل عنه
أنه تلفظ بالنية لا سرًا ولا جهرًا، ولا أمر بذلك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «اتفق الأئمة أنه لا يشرع الجهر بها ولا تكريرها، بل من اعتاده ينبغي تأديبه، والجاهر بها مستحق
([1])رواه البخاري: في كتاب: (بدء الوحي) (1)، ومسلم: في كتاب: (الإمارة)، باب: « قوله صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنية» وأنه يدخل فيه الغزو وغيره من الأعمال » (1907).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد