المتحللة التي ضاعت كرامتها وهدمت أخلاقياتها؛
فانتشرت فيها الرذيلة، وعدمت فيها الفضيلة.
فستر العورة إبقاء
على الفضيلة والأخلاق، ولهذا يحرص الشيطان على إغراء بني آدم بكشف عوراتهم، وقد
حذرنا الله منه في قوله:﴿يَٰبَنِيٓ
ءَادَمَ لَا يَفۡتِنَنَّكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ كَمَآ أَخۡرَجَ أَبَوَيۡكُم مِّنَ
ٱلۡجَنَّةِ يَنزِعُ عَنۡهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوۡءَٰتِهِمَآۚ﴾[الأعرَاف: 27]،
فكشف العورات مكيدة شيطانية قد وقع فيها كثير من المجتمعات البشرية اليوم، وربما
يسمون ذلك رقيًا وتفننًا؛ فتكونت نوادي العراة، وتفشى السفور في النساء، فعرضت
أجسادهن أمام الرجال؛ بلا حياء ولا خجل.
أيها المسلم، إنه يجب ستر العورة بما لا يصف بشرتها، قال تعالى::﴿يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ قَدۡ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكُمۡ لِبَاسٗا يُوَٰرِي سَوۡءَٰتِكُمۡ﴾ [الأعرَاف: 26]، فمواراة العورة باللباس الساتر أمر مطلوب وواجب، وحد عورة الرجل الذكر من السرة إلى الركبة؛ لحديث علي رضي الله عنه: «لاَ تُبْرِزْ فَخِذَكَ وَلاَ تَنْظُرَنَّ إِلَى فَخِذِ حَيٍّ وَلاَ مَيِّتٍ». رواه أبو داود وابن ماجه ([1])، وفي الحديث الآخر: «غَطِّ فَخْذَكَ، فَإِنَّ الْفَخْذَ عَوْرَةٌ» رواه مالك وأحمد والترمذي وحسنه ([2])، ومع هذا كله؛ نرى مع الأسف الشديد كثيرًا من الرجال عندما يزاولون الألعاب يكشفون أفخاذهم ولا يغطون إلا العورة المغلظة، وهذه مخالفة صريحة لهذه النصوص؛ فالواجب عليهم التنبه لذلك، والتقيد بأحكام دينهم، وعدم الالتفات لما يخالفها.
([1])رواه أبو داود: في كتاب: (الجنائز) (3140)، وابن ماجه (1460)، وأحمد (1249) والبيهقي في « السنن » (3357).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد