وفي إقامة صلاة
الجماعة خارج المسجد تعطيل للمساجد أو تقليل من المصلين فيها، وبالتالي يكون في
ذلك تقليل من أهمية الصلاة في النفوس، والله تعالى يقول:﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَيُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ﴾ [النُّور: 36]،
وهذا يشمل رفعها حسيًا ومعنويًا؛ فكل ذلك مطلوب.
لكن إذا دعت حاجة
لإقامة صلاة الجماعة خارج المسجد، كأن يكون المصلون موظفين في دائرتهم وفي مجمع
عملهم، وإذا صلوا في مكانهم، كان أحزم للعمل، وكان في ذلك إلزام الموظفين بحضور
الصلاة وإقامتها، ولا يتعطل من جراء ذلك المسجد الذي حولهم لوجود من يصلي فيه
غيرهم، لعله في تلك الحال -ونظرًا لهذه المبررات- لا يكون عليهم حرج في الصلاة في
دائرتهم.
وأقل ما تنعقد به صلاة الجماعة: اثنان دون الجماعة، مأخوذة من الاجتماع، والاثنان أقل ما يتحقق به الجمع، ولحديث أبي موسى مرفوعًا: «الاِثْنَانِ فَمَا فَوْقَهُمَا جَمَاعَةٌ» رواه ابن ماجه ([1])، ولحديث: «مَنْ يَتَصَدَّقُ عَلَى هَذَا؟». فقام رجل فصلى معه، فقال: «وَهَذَانِ جَمَاعَة» رواه أحمد وغيره ([2])، ولقوله صلى الله عليه وسلم لمالك بن الحويرث: «وَلْيَؤُمَّكُمَا أَكْبَرُكُمَا» ([3])، وحُكي الإجماع على هذا.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد