الاجتماع من نزول الرحمة والسكينة، ولشمول
الدعاء ورجاء الإجابة، لا سيما إذا كان فيهم من العلماء وأهل الصلاح، قال تعالى:﴿فِيهِ رِجَالٞ يُحِبُّونَ
أَن يَتَطَهَّرُواْۚ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُطَّهِّرِينَ﴾ [التّوبَة: 108]
ففيه استحباب الصلاة مع الجماعة الصالحين المحافظين على الطهارة لإسباغ الوضوء.
ثم الأفضل بعد ذلك
الصلاة في المسجد القديم؛ لسبق الطاعة فيه على المسجد الجديد.
ثم الأفضل بعد ذلك الصلاة في المسجد الأبعد عنه مسافة، فهو أفضل من الصلاة في المسجد القريب، لقوله صلى الله عليه وسلم: «أَعْظَمُ النَّاسِ أَجْرًا فِي الصَّلاَةِ أَبْعَدُهُمْ فَأَبْعَدُهُمْ مَمْشى» ([1])، وذلك بأن أحدكم إذا توضأ فأحسن الوضوء، وأتى المسجد لا يريد إلا الصلاة؛ لم يخط خطوة؛ إلا رفع له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة، حتى يدخل المسجد ([2])، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «يَا بَنِي سَلَمَةَ دِيَارَكُمْ تُكْتَبْ آثَارُكُمْ» ([3]) وبعض العلماء يرى أن أقرب المسجدين أولى؛ لأن له جوارًا، فكان أحق بصلاته فيه، ولأنه قد ورد: «لاَ صَلاَةَ لِجَارِ الْمَسْجِدِ إِلاَّ فِي الْمَسْجِدِ» ([4])، ولأن تعدي المسجد القريب إلى البعيد قد يحدث عند جيرانه استغرابًا،
([1])رواه البخاري: في كتاب: (الجماعة والإمامة)، باب: « فضل صلاة الفجر في جماعة » (651)، ومسلم: في كتاب: (المساجد ومواضع الصلاة)، باب: « فضل كثرة الخطا إلى المساجد » (662).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد