ولا يجوز له العبث
حال الخطبة بيدٍ أو رجلٍ أو لحيةٍ أو ثوبٍ أو غير ذلك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
مَسَّ الحَصَا؛ فقد لَغا، ومَنْ لَغا فَلاَ جُمُعَةَ لَهُ»، صححه الترمذي ([1])، ولأن العبث يمنع الخشوع.
وكذلك لا ينبغي له
أن يتلفت يمينًا وشمالاً، ويشتغل بالنظر إلى الناس، أو غير ذلك، لأن ذلك يشغله عن
الاستماع للخطبة، ولكن ليتجه إلى الخطيب كما كان الصحابة يتجهون إلى النبي صلى
الله عليه وسلم حال الخطبة.
وإذا عطس؛ فإنه يحمد
الله سرًا بينه وبين نفسه. ويجوز الكلام قبل الخطبة وبعدها وإذا جلس الإمام بين
الخطبتين لمصلحةٍ، لكن لا ينبغي التحدث بأمور الدينا.
وبالجملة؛ فخطبتا الجمعة لهما أهميةٌ عظيمةٌ في الإسلام؛ لما تشتملان عليه من تلاوة القرآن وذكر أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وتضمنهما التوجيهات النافعة والموعظة الحسنة والتذكير بأيام الله، فيجب الاهتمام بهما من قبل الخطيب ومن قبل المستمعين؛ فليست خطبة الجمعة مجرد حديث عادي كالأحاديث التي تلقى في النوادي والاحتفالات والاجتماعات العادية. ومما ينبغي التنبيه عليه أن بعض المستمعين لخطبتي الجمعة يرفع صوته بالتعوذ عندما يسمع شيئًا من الوعيد في الخطبة، أو يرفع صوته بالسؤال والدعاء عندما يسمع شيئًا من ذكر الثواب أو الجنة، وهذا شيءٌ لا يجوز، وهو داخلٌ في الكلام المنهي عنه حال الخطبة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد