ويُسن أن يرفع صوته
بها؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب؛ علا صوته، واشتد غضبه، ولأن ذلك أوقع
في النفوس، وأبلغ في الوعظ، وأن يلقيها بعبارات واضحة قوية مؤثرة وبعبارات جزلة.
ويُسن أن يدعو
للمسلمين بما فيه صلاح دينهم ودنياهم، ويدعو لإمام المسلمين وولاة أمورهم بالصلاح
والتوفيق، وكان الدعاء لولاة الأمور في الخطبة معروفًا عند المسلمين، وعليه عملهم؛
لأن الدعاء لولاة أمور المسلمين بالتوفيق والصلاح من منهج أهل السنة والجماعة،
وتركه من منهج المبتدعة، قال الإمام أحمد: «لو كان لنا دعوة مستجابة؛ لدعونا بها
للسلطان» ([1])، ولأن في صلاحه
صلاح المسلمين.
وقد تركت هذه السنة
حتى صار الناس يستغربون الدعاء لولاة الأمور، ويسيئون الظن بمن يفعله.
ويُسن إذا فرغ من الخطبتين أن تقام الصلاة مباشرة، وأن يشرع في الصلاة من غير فصل طويل. وصلاة الجمعة ركعتان بالإجماع، يجهر فيهما بالقراءة، ويسن أن يقرأ في الركعة الأولى منهما بسورة الجمعة بعد الفاتحة، ويقرأ في الركعة الثانية بعد الفاتحة بسورة المنافقين؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بهما؛ كما رواه مسلم عن ابن عباس ([2])، أو يقرأ في الأولى بـ ﴿سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى﴾ [الأعلى]، وفي الثانية بـ ﴿هَلۡ أَتَىٰكَ حَدِيثُ ٱلۡغَٰشِيَةِ﴾ [الغَاشِيَة] فقد صح أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ أحيانًا بالجمعة والمنافقين،
([1]) انظر: « مجموع الفتاوى » (28/ 391).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد