الهجرة، ولم يزل صلى الله عليه وسلم يواظب عليها
حتى فارق الدنيا صلوات الله وسلامه عليه، واستمر عليها المسلمون خلفًا عن سلف، فلو
تركها أهل بلد مع استكمال شروطها فيهم، قاتلهم الإمام؛ لأنها من أعلام الدين
الظاهرة؛ كالأذان.
وينبغي أن تؤدى صلاة
العيد في صحراء قريبة من البلد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي العيدين في
المصلى الذي على باب المدينة؛ فعن أبي سعيد: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج
في الفطر والأضحى إلى المصلى» متفق عليه ([1])، ولم ينقل أنه
صلاها في المسجد لغير عذر، ولأن الخروج إلى الصحراء أوقع لهيبة المسلمين والإسلام،
وأظهر لشعائر الدين، ولا مشقة في ذلك؛ لعدم تكرره؛ بخلاف الجمعةـ إلا في مكة
المشرفةـ فإنها تصلى في المسجد الحرام.
ويبدأ وقت صلاة العيد إذا
ارتفعت الشمس بعد طلوعها قدر رمحٍ، لأنه الوقت الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم
يصليها فيه، ويمتد وقتها إلى زوال الشمس.
فإن لم يعلم بالعيد إلا بعد الزوال، صلوا من الغد قضاء؛ لما روى أبو عمير بن أنس عن عمومة له من الأنصار؛ قالوا: غم علينا هلال شوال، فأصبحنا صيامًا، فجاء ركبٌ في آخر النهار، فشهدوا أنهم رأوا الهلال بالأمس، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس أن يفطروا من يومهم، وأن يخرجوا غدًا لعيدهم، رواه أحمد وأبو داود والدارقطني وحسنه،
([1])رواه البخاري: في كتاب: (العيدين)، باب: « الخروج إلى المصلى بغير منبر » (913)، ومسلم: في كتاب: (صلاة العيدين)، باب: « ذكر إباحة خروج النساء في العيدين إلى المصلى وشهود الخطبة » (889).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد