القرآن، ويتحملون في
ذلك تكاليف مالية، فهذا من المآتم المحرمة المبتدعة، لما روى الإمام أحمد عن جرير
بن عبد الله، قال: «كُنَّا نَعُدُّ الاِجْتِمَاعَ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ
وَصَنِيعَةَ الطَّعَامِ بَعْدَ دَفْنِهِ مِنَ النِّيَاحَةِ» إسناده ثقات ([1]).
قال شيخ الإسلام ابن
تيمية رحمه الله: «جمع أهل المصيبة الناس على طعامهم ليقرئوا ويهدوا له ليس
معروفًا عند السلف، وقد كرهه طوائف من أهل العلم من غير وجه»، انتهى ([2]).
وقال الطرطوشي:
«فأما المآتم، فممنوعة بإجماع العلماء، والمأتم هو الاجتماع على المصيبة، وهو بدعة
منكرة، لم ينقل فيه شيء، وكذا ما بعده من الاجتماع في الثاني والثالث والرابع والسابع
والشهر والسنة، فهو طامةٌ، وإن كان من التركة وفي الورثة محجورٌ عليه أو من لم
يأذن، حرم فعله، وحرم الأكل منه» انتهى.
وتستحب زيارة القبور للرجال خاصة، لأجل الاعتبار والاتعاظ، ولأجل الدعاء للأموات والاستغفار لهم، لقوله صلى الله عليه وسلم: «كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا» ([3]) رواه مسلم والترمذي، وزاد: «فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الآْخِرَةَ» ([4])، ويكون ذلك بدون سفر، فزيارة القبور تستحب بثلاث شروط:
([1])رواه أحمد (6905)، وابن ماجه (1612)، والطبراني في « الكبير » (2279).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد