ويحسن المريض ظنه
بالله، فإن الله عز وجل يقول: «أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي» ([1])، ويتأكد ذلك عند
إحساسه بلقاء الله.
ويُسن لمن يحضره
تطميعه في رحمة الله، ويغلب في هذه الحالة جانب الرجاء على جانب الخوف، وأما في
حالة الصحة، فيكون خوفه ورجاؤه متساويين، لأن من غلب عليه الخوف، أوقعه في نوع من
اليأس، ومن غلب عليه الرجاء، أوقعه في نوع من الأمن من مكر الله.
فإذا احتضر المريض،
فإنه يُسن لمن حضره أن يلقنه: لا إله إلا الله، لقوله صلى الله عليه وسلم: «لَقِّنُوا
مَوْتَاكُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ» رواه مسلم ([2])، وذلك لأجل أن يموت
على كلمة الإخلاص، فتكون ختام كلامه، فعن معاذ مرفوعًا: «مَنْ كَانَ آخِرُ
كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ» ([3]) ويكون تلقينه إياها
برفقٍ، ولا يكثر عليه، لئلا يضجره وهو في هذه الحال. ويُسن أن يوجه إلى القبلة.
ويقرأ عنده سورة «يس»، لقوله صلى الله عليه وسلم: «اقْرَءُوا ( يس ) عَلَى مَوْتَاكُمْ» رواه أبو داود وابن ماجه وصححه ابن حبان ([4])، والمراد بقوله: «مَوْتَاكُمْ»: من حضرته الوفاة، أما من مات، فإنه لا يقرأ عليه،
([1])رواه البخاري: في كتاب: (التوحيد)، باب: « قول الله تعالي: [آل عِمرَان: 28] (6970)، ومسلم: في كتاب: (الذكر والدعاء والتوبة)، باب: « الحث على ذكر الله تعالى » (2675).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد