×
الملخص الفقهي الجزء الأول

ولا بد أن يكون من يقوم بالإصلاح بين الناس عالمًا بالوقائع، عارفًا بالواجب، قاصدًا للعدل، ودرجة المصلح بين الناس أفضل من درجة الصائم القائم، أما إذا خلا الصلح من العدل؛ صار ظلما وهضمًا للحق، كأن يصلح بين قادر ظالم وضعيف مظلوم بما يرضى به القادر ويمكنه من الظلم ويهضم به حق الضعيف ولا يمكنه من أخذ حقه، والصلح إنما يكون في حقوق المخلوقين التي لبعضهم على بعض مما يقبل الإسقاط والمعاوضة، أما حقوق الله تعالى، كالحدود والزكاة؛ فلا مدخل للصلح فيها، لأن الصلح فيها هو أداؤها كاملة.

والصلح بين الناس يتناول خمسة أنواع:

النوع الأول: الصلح بين المسلمين وأهل الحرب

النوع الثاني: صلح بين أهل العدل وأهل البغي من المسلمين.

النوع الثالث: صلح بين الزوجين إذا خيف الشقاق بينهما.

النوع الرابع: إصلاح بين متخاصمين في غير المال.

النوع الخامس: إصلاح بين متخاصمين في الأموال وهو المراد هنا، وهذا النوع من الصلح ينقسم إلى قسمين:

الأول: صلح عن إقرار.

والثاني: صلح عن إنكار.

والصلح عن الإقرار نوعان: نوع يقع على جنس الحق، ونوع يقع على غير جنسه.

فالذي يقع على جنسه مثل ما إذا أقرّ له بدين معلوم أو بعين مالية في يده، فصالحه على أخذ بعض الدين وإسقاط بقيته، أو على هبة بعض العين وأخذ البعض الآخر.


الشرح