وَرَوَاهُ
الشَّافِعِيُّ فِي مُسْنَدِهِ بِنَحْوِهِ وَقَالَ فِيهِ: «وَإِذَا سَارَ قَبْلَ
أَنْ تَزُولَ الشَّمْسُ أَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى يَجْمَعَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ
الْعَصْرِ فِي وَقْتِ الْعَصْرِ» ([1]).
وَعَنْ ابْنِ
عُمَرَ رضي الله عنهما: «أَنَّهُ اُسْتُغِيثَ عَلَى بَعْضِ أَهْلِهِ فَجَدَّ بِهِ
السَّيْرُ فَأَخَّرَ الْمَغْرِبَ حَتَّى غَابَ الشَّفَقُ، ثُمَّ نَزَلَ فَجَمَعَ
بَيْنَهُمَا، ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ
يَفْعَلُ ذَلِكَ إذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ» ([2]). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ
بِهَذَا اللَّفْظ وَصَحَّحَهُ، وَمَعْنَاهُ لِسَائِرِ الْجَمَاعَة إلاَّ ابْنَ
مَاجَهْ.
قوله رحمه الله:
«وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: «أَنَّهُ اُسْتُغِيثَ عَلَى بَعْضِ
أَهْلِهِ»»، يعني: أُستُعجل على بعض أهله؛ لأن عندهم شيء يستدعي حضوره.
«فَجَدَّ بِهِ
السَّيْرُ فَأَخَّرَ الْمَغْرِبَ حَتَّى غَابَ الشَّفَقُ»، يعني: حتى دخل وقت
العشاء.
«ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ إذَا جَدَّ بِهِ
السَّيْرُ»، الأحاديث كلها تدل على جواز الأمرين: جمع التقديم، وجمع التأخير.
***
الصفحة 7 / 576
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد