أبواب:
الجمعة
قوله رحمه الله: «أبواب الجمعة»، أي:
صلاة الجمعة وأحكامها.
سُمِيت الجمعة، قيل:
لأن الله سبحانه وتعالى جمع فيها خلق السماوات والأرض في ستة أيام - كما في القرآن
-؛ أولها يوم الأحد، وآخرها يوم الجمعة، وأما يوم السبت، فإنه لم يحصل فيه خلق، في
يوم الجمعة؛ لأنه اجتمع فيها تمام الخلق، خلق السماوات والأرض.
وقيل: سُمِي يوم
الجمعة؛ لأن الله جمع فيه خلق آدم عليه السلام، فهذا وجه تسميته بيوم الجمعة.
وقيل: سُمِي يوم
الجمعة؛ لأن الناس يجتمعون فيه للصلاة.
ولا مانع أن تكون
هذه المعاني كلها مقصودة، فهو يوم اجتمعت فيه هذه الأشياء، وقد فضله الله سبحانه
وتعالى على سائر الأيام، فهو أفضل أيام الأسبوع، وفيه فضائل عظيمة وخصائص عظيمة لا
توجد في غيره، أعظمها صلاة الجمعة.
وكان في الجاهلية
يسمى العروبة، ولكن في الإسلام سُمِي يوم الجمعة؛ ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوۡمِ ٱلۡجُمُعَةِ
فَٱسۡعَوۡاْ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ﴾ [الجمعة: 9]، فسماه يوم الجمعة.
وفي الحديث: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ» ([1])، فهو يوم عظيم من أيام الأسبوع.
([1])أخرجه: مسلم رقم (854).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد