×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

وقد شرع الله للأمم يوما يجتمعون فيه للعبادة، شرع الله للأمم - اليهود، والنصارى، والمسلمين - يوما يجتمعون فيها للعبادة.

فاليهود أخذوا يوم السبت، قالوا: لأنه لم يحصل فيه خلق، وقد فرغ الله جل وعلا من خلق السماوات والأرض فيه، فلم يحصل فيه خلق، ويزعمون - قبحهم الله - أن الله استراح فيه، ويعظمونه، واتخذوه يومًا للعبادة يجتمعون فيه، وهم الذين اختاروه؛ لأنه لم يحصل فيه خلق، وأن الله فرغ فيه من خلق السماوات والأرض، وأنه استراح يوم السبت، وقد رد الله عليهم بقوله تعالى: ﴿وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٖ [ق: 38]، يعني: من تعب.

هذا فيه: رد على اليهود الذين وصفوا الله بأنه تعب، وأنه استراح يوم السبت، فهم اتخذوه يوم راحة وعبادة، هذا يومهم.

اختارت النصارى يوم الأحد، قالوا: لأن الله بدأ فيه خلق السماوات والأرض، فهم اتخذوه يوما لعبادتهم.

وأضل الله اليهود والنصارى عن هذا اليوم الذي هو يوم الجمعة، اختاره لهذه الأمة، فمن فضائل هذه الأمة أن الله اختار لها يوم الجمعة أفضل الأيام، وأعظمها، فهذا فيه توفيق الله لهذه الأمة، وفيه فضل هذه الأمة على غيرها من الأمم، فهو يوم عظيم، وله خصائص اختص بها دون سائر الأيام؛ من العبادات، وإجابة الدعاء، وصلاة الجمعة، وخطبة الجمعة.


الشرح