عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِقَوْمٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنْ الْجُمُعَةِ: «لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلاً يُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثُمَّ أُحَرِّقَ عَلَى رِجَالٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنْ الْجُمُعَةِ بُيُوتَهُمْ» ([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ.
وفي هذا الحديث
عقوبة شديدة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم توعد هؤلاء الذين يتخلفون عن صلاة
الجمعة، ويبقون في بيوتهم؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم همَّ أن يستخلف من يصلي
بالناس، ثم يخالف إلى هؤلاء المتخلفين، فيحرق عليهم بيوتهم.
ففي هذا: الزجر الشديد عن
التهاون لصلاة الجمعة، وفيه العقوبة بإتلاف المال.
وفيه: أن أوكار الفساد
التي تتخذ للفساد والمعاصي أنها تتلف.
فيه: الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر، إلى غير ذلك مما يدل عليه هذا الحديث.
«لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلاً يُصَلِّي بِالنَّاسِ»، هذا فيه الاستخلاف؛ أن الإمام إذا صار له عذر أنه يخلف من يصلي بالناس، ولا يتركهم في حيرة في غيابه عنهم هل يصلون أو لا يصلون؛ بل يكل الأمر إلى من يقوم به، ويخلفه في ذلك. وكثير من الأئمة الآن لا يبالون بهذا؛ يترك مسجده، ويذهب، ويتركهم فيما بينهم، ويحصل الخوض والبحث والكلام، هذا لا يجوز.
([1])أخرجه: مسلم رقم (652).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد