وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّهُمَا سَمِعَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عَلَى أَعْوَادِ مِنْبَرِهِ:
وهذا فيه: الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر في الخطبة، وتنبيه الناس في الخطبة على الأمور المهمة - أمور
الدين -، ومن تكاسل فيها، ويتخلف عنها، فهذا أمر مهم.
والخطبة إنما شُرِعت
لأجل مثل هذا، لم تشرع الخطبة من أجل الكلام من هنا وهناك، والكلام في السياسة،
والكلام في أفعال الدول، لا؛ الخطبة أول شيء للحاضرين الموجودين عندك، ثاني شيء:
تعالج مشاكلهم التي هم واقعون فيها، ولا تذهب، وتأتي بمشاكل بعيدة عنهم، ليس لهم
يد في حلها، ولا في شأنها، فينبغي للخطيب أن يلاحظ هذا.
وقوله: «عَلَى أَعْوَادِ
مِنْبَرِهِ» فيه: أن الخطيب يكون على منبر، كان النبي صلى الله عليه وسلم في
الأول يقف على الأرض، ويتكئ على جذع نخلة، ويقف على الأرض ويخطب، ثم إن امرأة من
الأنصار كان لها غلام نجار، فأمرته أن يصنع منبرا للنبي صلى الله عليه وسلم، فصنع
المنبر من الأعواد، يعني: من أعواد الشجر، فخطب عليه النبي صلى الله عليه وسلم،
وكان يخطب عليه، ثم يذهب ويصلي في الوسط، المنبر في آخر المسجد النبوي من جهة
اليسار، الروضة، آخر الروضة من جهة اليسار، ولا يزال في مكانه إلى الآن، فالمنبر
الموجود الآن هو على مكان منبر النبي صلى الله عليه وسلم.
ففيه: اتخاذ المنبر الخطبة الجمعة؛ لأن هذا أبلغ في الناس؛ يرون الخطيب ويسمعونه، هذا أبلغ في إلقاء للخطبة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد