«لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمْ الْجُمُعَاتِ أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ
«لَيَنْتَهِيَنَّ»: اللام هذه موطئة
لقسم مقدر تقديره «والله»، هذه لام القسم: والله لينتهين، لام القسم؛ فهو
أقسم صلى الله عليه وسلم.
«عَنْ وَدْعِهِمْ»، يعني: عن تركهم،
ودعه: إذا تركه، ودعه وودعه كما في قوله تعالى: ﴿مَا
وَدَّعَكَ رَبُّكَ﴾ [الضحى: 3]، يعني: لم يتركك؛ لأن المنافقين والمشركين لما فتر
الوحي، قالوا: إن الله ودع محمدًا وتركه. فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه
وسلم، ثم إن الله أتاه الوحي منه؛ ﴿مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ
وَمَا قَلَىٰ﴾ [الضحى: 3]، وقد ذكروا سبب
تأخر الوحي أن بيت الرسول صلى الله عليه وسلم كان فيه جرو كلب صغير لم يشعر به
الرسول صلى الله عليه وسلم، وفيه صورة، الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب ولا صورة.
فلما أخبر جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، أزاله ([1])، فنزل الوحي، وجاء
إليه جبريل عليه السلام، وجاء بالوحي؛ ﴿مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ﴾ [الضحى: 3].
«عَنْ وَدْعِهِمْ»، يعني: عن تركهم؛ ﴿مَا
وَدَّعَكَ﴾، يعني: لم يتركك، ﴿وَمَا قَلَىٰ﴾ [الضحى: 3]، ىعني: ولا أبغضك،
كما يقولون.
«أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ»، العقوبة: يختم الله على قلوبهم، والختم معناه: أن يغلق على قلوبهم وصول الخير والذكر، يختم عليها مثلما يختم في كىسه؛ لئلا يخرج منه شيء أو يدخل إليه شيء، قال الله جل وعلا: ﴿خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ﴾، هذا في المنافقين، ﴿وَعَلَىٰ سَمۡعِهِمۡۖ﴾ ﴿خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَعَلَىٰ سَمۡعِهِمۡۖ وَعَلَىٰٓ أَبۡصَٰرِهِمۡ غِشَٰوَةٞۖ﴾ [البقرة: 7]،
([1])كما جاء في الحديث الذي أخرجه: مسلم رقم (2104).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد