×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

قَالَ شُعْبَةُ: لَمْ يَسْمَع الْحَكَمُ مِنْ مِقْسَمٍ إلاَّ خَمْسَة أَحَادِيثَ وَعَدَّهَا، وَلَيْسَ هَذَا الْحَدِيثُ فِيمَا عَدَّهُ ([1]).

وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: «أَنَّهُ أَبْصَرَ رَجُلاً عَلَيْهِ هَيْئَةُ السَّفَرِ فَسَمِعَهُ يَقُولُ: لَوْلاَ أَنَّ الْيَوْمَ يَوْمُ جُمُعَةٍ لَخَرَجْتُ، فَقَالَ عُمَرُ: اُخْرُجْ فَإِنَّ الْجُمُعَةَ لاَ تَحْبِس عَنْ سَفَرٍ» ([2]). رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ فِي مُسْنَده.

 

 مَا أَدْرَكْتَ غَدْوَتَهُمْ»»، هذا فيه: أن الفضائل تختلف، ففضيلة الخروج في سبيل الله أفضل من حضور الجمعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعبد الله بن رواحة رضي الله عنه يرىد فضل الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا حق طيب، ولكن خروجه للجهاد أفضل من بقائه للصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم، هذا فيه ترجيح بعض الفضائل على بعض.

والحديث يدل: على أن المسافر ليس عليه جمعة.

قوله: «قَالَ شُعْبَةُ: لَمْ يَسْمَع الْحَكَمُ مِنْ مِقْسَمٍ إلاَّ خَمْسَة أَحَادِيثَ وَعَدَّهَا، وَلَيْسَ هَذَا الْحَدِيثُ فِيمَا عَدَّهُ»، يعني يكون فيه انقطاع، والله أعلم.

من الذين لا تجب عليهم صلاة الجمعة: المسافر، المسافر لا تجب عليه صلاة الجمعة بدليل هذا الحديث وأمثاله.


الشرح

([1]) انظر: سنن الترمذي (2/ 406).

([2])أخرجه: الشافعي في مسنده (ص: 46).