وَعَنْ الحَكَمِ،
عَنْ مِقْسَمٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ فِي سَرِيَّةٍ فَوَافَقَ ذَلِكَ
يَوْمَ جُمُعَةٍ، قَالَ: فَقَدَّمَ أَصْحَابُهُ وَقَالَ: أَتَخَلَّفُ فَأُصَلِّي
مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْجُمُعَةَ ثُمَّ أَلْحَقُهُمْ، قَالَ:
فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ رَآهُ، فَقَالَ: مَا مَنَعَك أَنْ تَغْدُوَ مَعَ
أَصْحَابِك؟ فَقَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أُصَلِّيَ مَعَكَ الْجُمُعَةَ ثُمَّ
أَلْحَقُهُمْ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ
أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَْرْضِ جَمِيعًا مَا أَدْرَكْتَ غَدْوَتَهُمْ» ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ.
فهذا عبد الله بن
رواحة رضي الله عنه بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية، السرية: هي القطعة من
الجيش، في سرية رَأَّسَه عليهم، وعبد الله بن رواحة رضي الله عنه لرغبته في الخير
رغب في الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم يريد الأجر والثواب، وقال: إن هذا لا
يمنعه من الخروج، فيصلي مع الرسول، ثم يلحق بالسرية، اجتهاد منه رضي الله عنه وحرص
منه على الخير، لكن النبي صلى الله عليه وسلم أخبره أن غدوته معهم أفضل من الدنيا
وما فيها: «لَغَدْوَةٌ أَوْ رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، خَيْرٌ مِنَ
الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» ([2])، فالخروج للجهاد
يعذر فيه المسلم عن ترك صلاة الجمعة.
«بَعَثَ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ فِي سَرِيَّةٍ»، عبد الله بن رواحة
من أكابر الأنصار رضي الله عنهم، وكان من الشعراء المدافعين عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم بشعرهم.
«قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَْرْضِ
([1])أخرجه: الترمذي رقم (527)، وأحمد رقم (1966).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد