وَعَنْ سَمُرَةَ
رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «اُحْضُرُوا الذِّكْرَ،
وَادْنُوَا مِنْ الإِْمَامِ، فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يُزَالُ يَتَبَاعَدُ حَتَّى
يُؤَخَّرَ فِي الْجَنَّةِ وَإِنْ دَخَلَهَا» ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد.
«اُحْضُرُوا
الذِّكْرَ»، ىعني: الخطبة، الخطبة تسمى ذكرًا؛ كما قال الله جل وعلا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوۡمِ ٱلۡجُمُعَةِ
فَٱسۡعَوۡاْ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ﴾ [الجمعة: 9]، فذكر الله هو
الخطبة.
وفيه: دليل على وجوب حضور
الخطبة والاستماع إليها والإنصات لها، والاهتمام بها، هذه التي يتساهل فيها كثير
من الناس، يقول: «الإمام يطول»، ويتأخر إلى أن تذهب الخطبة، فاته أجر عظيم،
فاته أجر عظيم!!
«وَادْنُوَا مِنْ
الإِْمَامِ»، كلما دنا وصار في الصف الأول والثاني، قرب من الإمام، فهو أفضل، وكلما
بعد، فإنه ينقص أجره.
«فَإِنَّ الرَّجُلَ
لاَ يُزَالُ يَتَبَاعَدُ حَتَّى يُؤَخَّرَ فِي الْجَنَّةِ وَإِنْ دَخَلَهَا»، يعني: يجازى
بتأخره أنه يؤخر منزلته في الجنة؛ جزاءً له.
فهذا فيه: فضل التقدم والدنو
من الإمام، الذي يتساهل فيه كثير من الناس اليوم للكسل والجهل - أيضًا -، ويقول: «أصلي
الجمعة، ويكفي»، يكفي، لكن فاتك فضل عظىم، خير كثير.
«فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يُزَالُ يَتَبَاعَدُ حَتَّى يُؤَخَّرَ فِي الْجَنَّةِ وَإِنْ دَخَلَهَا»، يتباعد عن صلاة الجمعة، عن الصفوف وعن التقدم، ويكون في المؤخرة، ويحرم نفسه.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (1108)، وأحمد رقم (20118).
الصفحة 10 / 576
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد