وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا،
قال له: ﴿ٱسۡكُنۡ
أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ فَكُلَا مِنۡ حَيۡثُ شِئۡتُمَا وَلَا تَقۡرَبَا
هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [الأعراف: 19]، وسوس لهما
الشيطان، وأزلهما، فأكلا من الشجرة، فعاتبه الله: ﴿أَلَمۡ
أَنۡهَكُمَا عَن تِلۡكُمَا ٱلشَّجَرَةِ﴾ [الأعراف: 22]، عاتبهما الله على
ذلك؛ ندما ﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمۡنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا
وَتَرۡحَمۡنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾ [الأعراف: 23]، تاب الله عليه،
وأهبطه إلى الأرض.
«وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا» بسبب المعصية التي ارتكبها بتسويل من الشيطان - لعنه الله -، ولكنه تاب إلى الله: ﴿فَأَكَلَا مِنۡهَا فَبَدَتۡ لَهُمَا سَوۡءَٰتُهُمَا وَطَفِقَا يَخۡصِفَانِ عَلَيۡهِمَا مِن وَرَقِ ٱلۡجَنَّةِۚ وَعَصَىٰٓ ءَادَمُ رَبَّهُۥ فَغَوَىٰ ١٢١ ثُمَّ ٱجۡتَبَٰهُ رَبُّهُۥ فَتَابَ عَلَيۡهِ وَهَدَىٰ﴾ [طه: 121 - 122]، لاحظوا! إبليس عصى ربه، وآدم عصى ربه، لكن إبليس لم يتب، واحتج بالقدر، ﴿قَالَ فَبِمَآ أَغۡوَيۡتَنِي﴾ [الأعراف: 16]، يقول لربه: أنت الذي أغويتني، لم يقل: أنا غويت ونسب الذنب إلى نفسه؛ بل ذهب إلى مذهب الجبرية، فقال: ﴿فَبِمَآ أَغۡوَيۡتَنِي﴾ [الأعراف: 16]، أما آدم وزوجه ﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمۡنَآ أَنفُسَنَا﴾ [الأعراف: 23]: اعترفا بالذنب، وأنهما هما اللذان أذنبا، وأنهما اللذان فعلا هذا، فتاب الله عليهما. لاحظ الفرق بين هذا وهذا! هذا لعنه الله، وطرده؛ لأنه لم يتب، واحتج بالقدر، والقدر لا يحتج به على المعاصي، وإنما يحتج به على المصائب التي ليس للإنسان فيها دخل، أما المعاصي التي هي بفعل العبد، فلا يحتج بالقدر؛ بل يتوب إلى الله عز وجل، ويعترف بذنبه كما اعترف آدم عليه السلام وزوجه بذلك، ﴿قَالَا رَبَّنَا
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد