وَعَنْ عُقْبَةَ
بْنِ الْحَارِثِ رضي الله عنه قَالَ: صَلَّيْتُ وَرَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ الْعَصْرَ، ثُمَّ قَامَ مُسْرِعًا فَتَخَطَّى رِقَابَ
النَّاسِ إلَى بَعْضِ حُجَرِ نِسَائِهِ، فَفَزِعَ النَّاسُ مِنْ سُرْعَتِهِ
فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ، فَرَأَى أَنَّهُمْ قَدْ عَجِبُوا مِنْ سُرْعَتِهِ، قَالَ: «ذَكَرْتُ
شَيْئًا مِنْ تِبْرٍ كَانَ عِنْدنَا، فَكَرِهْتُ أَنْ يَحْبِسَنِي فَأَمَرْتُ
بِقِسْمَتِهِ» ([1]). رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ وَالنَّسَائِيُّ.
هذا فيه: أن التخطي إذا كان
لحاجة، فلا بأس به؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعله، لما صلى بأصحابه العصر،
قام مسرعًا يتخطى رقاب الناس إلى حجرة بعض أزواجه، فالناس فزعوا من ذلك الذي حدث
لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلما رآهم قد
تأثروا، أخبرهم بالسبب: أنه كان عنده تِبْر وصل إليه ليوزعه، والتِبْر: هو
الذهب المختلط بالتربة أو بالتراب الذي لم يُنَقَّ، الذي هو على معدنه، لم
يُنَقَّ، يقال له: التِبْر. فهو صلى الله عليه وسلم ذكره، فأسرع ليوزعه، ويسلم من
مسؤوليته؛ لئلا يحبسه يوم القيامة، فهذا فيه: المبادرة بإبراء الذمة من المال
العام.
***
([1])أخرجه: البخاري رقم (851).
الصفحة 7 / 576
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد