وَعَنْهُ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذَا اشْتَدَّ الْبَرْدُ بَكَّرَ بِالصَّلاَةِ، وَإِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ أَبْرَدَ بِالصَّلاَةِ، يَعْنِي الْجُمُعَةَ» ([1]). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ هَكَذَا.
يبكرون بصلاة الجمعة حين يدخل وقتها قبل أن
يقيلوا. يصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم الجمعة، ثم يرجعون إلى القائلة،
فيقبلون، يعني: ينامون نومة القيلولة، وأما الظهر، فكانوا يقيلون قبلها، كانوا
ينامون قبلها. فالجمعة مخالفة للظهر في هذا؛ لأنها يجتمع لها الناس، فيحتاجون إلى
المبادرة؛ تخفيفًا عليهم، ومراعاة لأحوالهم.
أنه كان يبكر بصلاة
الجمعة إذا كان الوقت باردًا؛ لأن هذا لا يشق على الناس، أما إذا كان الوقت حارا
من شدة الرمضاء، فإنه كان يؤخرها؛ رفقًا بالناس، وهذا يدل على أنه يتبع الأرفق
بالمصلين، فإن كان الأرفق بالمصلين صلاة الجمعة المبادرة، بادر بهم؛ كما إذا كان
وقت البرد، وإذا كان الأرفق بهم تأخير الجمعة، أخرت، وهذا إذا كان وقت الحر؛
مراعاة لأحوال المأمومين.
هذا واضح في أنه كان
يصلي صلى الله عليه وسلم الجمعة في أول وقتها إذا زالت الشمس، وأنهم كانوا يرجعون
منها يتتبعون الفيء، يعني: الظل - ظل الجدران -، فهذا يؤكد أنهم كانوا يصلونها بعد
الزوال؛ لأن الفيء وهو الظل الذي يكون للمرتفعات نحو المشرق، هذا هو الفيء.
يتتبعون الفيء: فدل على أنه صلى الله عليه وسلم يؤخر عن أول الوقت حتى يكون للحيطان فيء، يعني: ظل من جهة المشرق، يؤخرها صلى الله عليه وسلم عن أول وقتها.
([1])أخرجه: البخاري رقم (906).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد