عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «كُلُّ
كَلاَمٍ لاَ يُبْدَأُ فِيهِ بِالْحَمْدِ لِلَّهِ فَهُوَ أَجْذَمُ» ([1]). رَوَاهُ أَبُو
دَاوُد وَأَحْمَدُ بِمَعْنَاهُ.
وَفِي رِوَايَةٍ:
«الْخُطْبَةُ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَهَادَةٌ كَالْيَدِ الْجَذْمَاءِ» ([2]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: «تَشَهُّدٌ» بَدَل «شَهَادَةٌ».
هذا الحديث: «كُلُّ كَلاَمٍ»
هذا عام في الخطبة وفي غيرها.
«كُلُّ أَمْرٍ ذِي
بَالٍ»، يعني: له أهمية، أما الأمر التافه والأمور التي ليس لها أهمية، فلا يهتم
ببداءتها بالحمد، إنما الأمور التي لها أهمية دينية أو دنيوية تُبدأ بالحمد
والثناء على الله سبحانه وتعالى.
«كُلُّ أَمْرٍ ذِي
بَالٍ، لاَ يُبْدَأُ فِيهِ بِالْحَمْد لله، فَهُوَ أَبْتَرُ» ([3])، يعني: مقطوع غير
تام، وفي رواية: «كُلُّ أَمْرٍ لاَ يُبْدَأُ فِيهِ بِبِسْمِ اللَّهِ، فَهُوَ
أَبْتَرُ» ([4]).
وقول: «بِسْمِ الله»،
وقول: «الْحَمْد لله» معناهما واحد، فإذا بدأ بالحمد لله، وبدأ ببسم الله،
إلا خطبة الجمعة، فلا يجهر بالبسملة فيها، يسمي، لكن في نفسه، وأما بقية الأمور،
فيجهر بالبسملة؛ مثل: الوضوء، إذا أراد أن يتوضأ، إذا أراد أن يغتسل، إذا أراد أن
يأكل، أن يشرب، فيبدأ بالبسملة؛ تطرد الشيطان عنه، وإذا فرغ من الأكل، فيختم
بالحمد لله.
قوله رحمه الله: «وَفِي رِوَايَةٍ: «الْخُطْبَةُ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَهَادَةٌ كَالْيَدِ الْجَذْمَاءِ». رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: «تَشَهُّدٌ» بَدَل
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4840)، وأحمد رقم (8712).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد