وَعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ
صلى الله عليه وسلم كَانَ إذَا تَشَهَّدَ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ
وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، مَنْ يَهْدِهِ
اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ
لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ محمًدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،
أَرْسَلَهُ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا بَيْن يَدَيْ السَّاعَةِ، مَنْ يُطِعْ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ،
«شَهَادَةٌ»»، «تَشَهُّدٌ»،
يعني: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمًدا رسول الله، فهذا دليل على أن بداءة
الخطبة بالحمد والثناء على الله، وبالتشهد أنه ركن من أركان الخطبة، لا تتم إلا
به، وإلا فهي كاليد الجذماء التي لا يستفيد منها صاحبها.
هذا يدل على أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان يفتتح الخطبة بهذا الكلام الطيب؛ «الْحَمْدُ
لِلَّهِ نحمده نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ونتوب إليه وَنَعُوذُ بِاَللَّهِ
مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ
يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ».
«وَأَشْهَدُ أَنْ
لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ محمًدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،
أَرْسَلَهُ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا»؛ كما قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا ٤٥ وَدَاعِيًا إِلَى ٱللَّهِ بِإِذۡنِهِۦ وَسِرَاجٗا مُّنِيرٗا﴾ [الأحزاب: 45، 46].
«بَيْن يَدَيْ
السَّاعَةِ»؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو آخر الأنبياء والرسل، لا نبي بعده صلى
الله عليه وسلم، فهو نبي الساعة، وبعثته صلى الله عليه وسلم من علامات الساعة،
وشريعته باقية إلى أن تقوم الساعة، لا تنسخ، وهي كافية للخلق، لا يحتاجون معها إلى
شريعة أخرى.
«مَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ»، من يطع الله والرسول صلى الله عليه وسلم، فقد رشد؛ من الرشد، وهو ضد الغي؛ كما قال سبحانه وتعالى: