×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

إذًا الكلام أثناء الخطبة لا يجوز، إلا لمن يكلم الخطيب، أو يكلمه الخطيب، يجوز في الحالين: لمن يكلمه الخطيب، أو هو يكلم الخطيب.

هذا أعرابي دخل، والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة، فقال: «يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتْ الأَْمْوَالُ وَانْقَطَعَتْ السُّبُلُ»، وذكر ما أصاب المسلمين من الجدب ومن قلة المراعي وانحباس الأمطار، «فَاسْأَلِ اللَّهَ أَنْ يُغِثْنَا»، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه، وقال: «اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا»، ورفع الحاضرون أيديهم يؤمنون على دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم، فنشأت سحابة في الحال، واتسعت، ثم رعدت، ثم أمطرت، تواصل المطر إلى الجمعة الثانية ببركة دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى جاء ذلك الأعرابي من الجمعة الثانية، وقال: «هَلَكَتْ الأَْمْوَالُ، وَانْقَطَعَتْ السُّبُلُ فَاسْأَلِ اللَّهَ أَنْ يُمْسِكْهَا»، رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه، فقال: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآْكَامِ وَالظِّرَابِ وَبُطُونِ الأَْوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ» ([1])، فأقلعت، خرجوا يمشون في الشمس.

فهذا فيه: دليل على أن المحتاج من الحاضرين سواء كانت حاجته خاصة به أو عامة للمسلمين أنه يكلم الخطيب؛ لأجل أن يدعو الله عز وجل.

***


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1014)، ومسلم رقم (897).