رأى عليًّا رضي الله
عنه في الكوفة؛ لأنه كان الخليفة الراشد، وكان مقره في العراق، خلافة علي رضي الله
عنه كان مقرها في العراق في الكوفة البلد المشهور، يقرأ بهاتين السورتين، يعني:
أنت وافقت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم أن كان خليفة المسلمين، ومقر خلافته
كان في العراق.
فهذان صحابىان
جليلان: أبو هريرة وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما كانا يقرآن في صلاة الجمعة
بسورة الجمعة، وسورة: ﴿إِذَا جَآءَكَ
ٱلۡمُنَٰفِقُونَ﴾ [المنافقون: 1]، ويقرآن في الصبح: ﴿الٓمٓ
١ تَنزِيلُ ٱلۡكِتَٰبِ لَا رَيۡبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [السجدة: 1- 2]، السجدة في الأولى،
وفي الثانية سورة الإنسان: ﴿هَلۡ أَتَىٰ عَلَى
ٱلۡإِنسَٰنِ حِينٞ مِّنَ ٱلدَّهۡرِ﴾ [الإنسان: 1].
فهذا فيه: استحباب ما يُقرأ
في فجر يوم الجمعة، وهما: سورة السجدة في الأولى، وسورة الإنسان في الثانية، وفي
صلاة الجمعة في الأولى سورة الجمعة، والثانية سورة: ﴿إِذَا
جَآءَكَ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ﴾ [المنافقون: 1].
والمناسبة - والله أعلم -: أن سورة: ﴿الٓمٓ ١ تَنزِيلُ ٱلۡكِتَٰبِ لَا رَيۡبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [السجدة: 1- 2]، السجدة فيها بداية خلق الإنسان، وخلق آدم، وفيها - أيضًا - قيام الساعة، وما يحدث من الأهوال في ذلك، هذا في سورة: ﴿الٓمٓ ١ تَنزِيلُ ٱلۡكِتَٰبِ لَا رَيۡبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾، السجدة، وفي سورة الإنسان بداية خلق الإنسان، وأحوال الإنسان، وقدرة الله عز وجل على خلق هذا الإنسان الذي هو آدم عليه السلام؛ فإنه خُلِق في يوم الجمعة، ومات في يوم الجمعة - أيضًا - عليه السلام.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد