×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

وأما قراءة سورة الجمعة في صلاة الجمعة في الركعة الأولى؛ فلأجل تذكير الناس بالحضور لصلاة الجمعة، والإنصات والإمام يخطب؛ ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوۡمِ ٱلۡجُمُعَةِ فَٱسۡعَوۡاْ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ: ذكر الله: هو الخطبة، ﴿فَٱسۡعَوۡاْ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَذَرُواْ ٱلۡبَيۡعَۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ [الجمعة: 9]، ويقرأ في الثانية سورة: ﴿إِذَا جَآءَكَ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ [المنافقون: 1]؛ لأن المنافقين يحضرون لصلاة الجمعة، فيريد أن يعظهم ويذكرهم؛ لعلهم يتوبون إلى الله سبحانه وتعالى من النفاق، هذا لأجل التذكير والمناسبة.

ولكن الآن تولى الجوامع أناسٌ قد يكون ليس عندهم فقه، أو يكونون يريدون السرعة والعجلة، فغيروا السنة، صاروا الخطبة يطيلونها، ويحشونها بكلام لا فائدة فيه للحاضرين، وأما الصلاة، فيخففونها تخفيفًا سريعًا، ويقرؤون قراءة يسيرة، فهذه مخالفة للسنة؛ لأن الكسل غلب عليهم، الكسل هو الذي غلب عليهم في الصلاة، وأما الخطبة، فلا يملون من كثرة الكلام والمشقة على الحاضرين.

كانت السنة والأفضل والواجب - حتى - العكس؛ أن يقصروا الخطبة، وأن يطيلوا الصلاة، هذه هي السنة، ولكن إما لكسل فيهم، وإما الجهل بالسنة.

وأيضًا هم أحدثوا قراءة ثقيلة، ثقيلة بهذا التجويد الذي شقوا على الناس بهذا التجويد؛ فلا يقدر أن يقرأ سورة السجدة ويرتلها على نمط ما يفعلون، يقرأ سورة الإنسان، ويرتلها، تطلع الشمس، وهو يمطط ويكرر ويقطع.


الشرح