×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

وَعَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه: وَسَأَلَهُ الضَّحَّاكُ بن قيس: «مَا كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى أَثَرِ سُورَةِ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: كَانَ يَقْرَأُ ﴿هَلۡ أَتَىٰكَ حَدِيثُ ٱلۡغَٰشِيَةِ [الغاشية: 1]» ([1]). رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلاَّ الْبُخَارِيَّ وَالتِّرْمِذِيَّ.

 

فيجب على أئمة المساجد أن يتعلموا السنة، وأن يعملوا بها؛ لأنها مسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى، وإلا يترك المسجد، إذا صار أنه يعجز عن هذا، أو يشق عليه، أو له عذر، يترك الإمامة، لا يتولاها ويخل بها؛ لأنها مسؤولية؛ الإمام ضامن - كما في الحديث - ([2])، ليست الإمامة مسؤولية سهلة، فإما أن تقوم بها، وتحتسب الأجر، وتصبر، وإما أن تتركها لغيرك، هذا الذي يجب على هؤلاء، أما أن يتولاها، ويتصرف على اختياره هو، وعلى ميوله هو، ويترك السنة، فهذا لا يجوز.

وتارة يقرأ في صلاة الجمعة: ﴿سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى [الأعلى: 1]، في الأولى، وبسورة الغاشية: ﴿هَلۡ أَتَىٰكَ حَدِيثُ ٱلۡغَٰشِيَةِ [الغاشية: 1]، في الركعة الثانية، يفعل هذا تارة، ويفعل هذا تارة.

وأحيانًا يقرأ سورة الجمعة، ويقرأ بعدها سورة الغاشية، لا بأس بذلك؛ إما أن تقرأ بعد الجمعة سورة المنافقون، وإما أن تقرأ بعدها الغاشية.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (878).

([2])الحديث أخرجه: أبو داود رقم (517)، والترمذي رقم (207)، وأحمد رقم (7169).