وأما من يتجنب
السورتين من باب: الكسل، أو من باب: أنها تثقل عليه، هذا لا يصلح إماما للناس.
الواجب على الإمام
أن ينصح لمن وراءه، أن ينصح للحاضرين، ولا يحرمهم من العمل بالسنة النبوية؛ كما
أنه لا يتكلف في القراءة؛ حتى تشق عليه وعلى الناس، وتأخذ وقتًا؛ بل يخفف القراءة
تخفيفا مناسبا غير مخل، فالقراءة تكون بين تمطيط وتطويل وبين التخفيف المخل، تكون
متوسطة، لا يهذ القرآن هذًّا، ولا يتكلف فيه تكلفا يطيله، ويشق عليه.
فلو أنهم سلكوا هذا
المسلك، لسهل عليهم، مع التعود، مع الاحتساب والعمل بالسنة، فيجب عليهم أن يتنبهوا
لهذا الأمر.
الآن قلَّ من يقرأ
بسورة السجدة، وسورة الإنسان في الفجر، قلَّ يوم الجمعة، قلَّ من يفعل ذلك؛ كما قل
من يقرأ بسورة الجمعة وسورة المنافقون في صلاة الجمعة، قلَّ بسبب الكسل أو الجهل،
أو التكلف في القراءة الذي يثقل عليهم وعلى المأمومين، فالواجب الاحتساب في هذا،
والاعتدال في القراءة.
بعضهم يقسم سورة: ﴿الٓمٓ
١ تَنزِيلُ ٱلۡكِتَٰبِ لَا رَيۡبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [السجدة: 1- 2] بين الركعتين، وهذا
خلاف السنة، هذا لم يفعل السنة الذي يقسم، أو يقسم من هذه جزءًا منها، ويأخذ من
هذه جزءا منها، يقرأ بعض ﴿الٓمٓ ١ تَنزِيلُ ٱلۡكِتَٰبِ لَا رَيۡبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾، وبعض الإنسان، لا
يكفي هذا، ليس هذا عملاً بالسنة.
***
الصفحة 8 / 576
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد