×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: ﴿الٓمٓ ١ تَنزِيلُ ٱلۡكِتَٰبِ لَا رَيۡبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ، ﴿هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ» ([1]). رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ، إلاَّ التِّرْمِذِيَّ وَأَبَا دَاوُد؛ لَكِنَّهُ لَهُمَا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ([2]).

 

 وفي الثانية يقرأ: ﴿هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ حِينٞ مِّنَ ٱلدَّهۡرِ [الإنسان: 1]، ويكمل السورتين؛ لأن المناسبة أن سورة السجدة فيها بىان خلق السماوات والأرض، وفيها خلق آدم، بداية خلق آدم، وفيها أحوال الناس عند الوفاة وعند الموت، فيها التذكير، وهذا يحدث في هذا اليوم، قيام الساعة يحدث في يوم الجمعة، فهذه الأحداث المذكورة في هذه السورة تحدث في يوم الجمعة.

وكذلك في سورة الإنسان: ﴿هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ حِينٞ مِّنَ ٱلدَّهۡرِ لَمۡ يَكُن شَيۡ‍ٔٗا مَّذۡكُورًا ١ إِنَّا خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِن نُّطۡفَةٍ أَمۡشَاجٖ نَّبۡتَلِيهِ فَجَعَلۡنَٰهُ سَمِيعَۢا بَصِيرًا [الإنسان: 1- 2]: هذا ابن آدم، ابن آدم مخلوق من نطفة، من ماء مهين، أما آدم عليه السلام، فهو مخلوق من التراب.

فالسورة الأولى فيها خلق آدم، السورة الثانية فيها خلق الإنسان: ﴿مِن نُّطۡفَةٍ أَمۡشَاجٖ [الإنسان: 2]، يعني: مختلط من ماء الرجل وماء المرأة، هذا من عجائب قدرة الله سبحانه وتعالى.

هذا ثابت من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم؛ أنه يقرأ في فجر الجمعة بالسورتين.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (891)، ومسلم رقم (880).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (1074)، والترمذي رقم (520).