×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ: ﴿الٓمٓ ١ تَنزِيلُ ٱلۡكِتَٰبِ لَا رَيۡبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ، و﴿هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ. وَفِي صَلاَةِ الْجُمُعَةِ بِسُورَةِ الْجُمُعَةِ وَالْمُنَافِقِينَ» ([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيُّ.

 

صُحُفِ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ [الأعلى: 18- 19]، ففي السورتين عبر وعظات وتذكير، فلذلك يقرأ بهما.

وكذلك في الغاشية فيها التذكير بالغاشية، وهي القيامة إذا قامت، وأن الناس ينقسمون إلى قسمين: ﴿وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٍ خَٰشِعَةٌ ٢ عَامِلَةٞ نَّاصِبَةٞ [الغاشية: 2- 3]، يعني: إذا رأت القيامة، اجتهدت في العمل، أو رأى الموت يجتهد في العمل، فات الأوان، لا يقبل التوبة لا تقبل عند الغرغرة لا ينفعهم هذا الاجتهاد؛ إذا جاءت الغاشية، لا ينفعهم هذا الاجتهاد، كان الواجب لما كانوا أصحاء على قيد الحياة أنهم يعملون الأعمال الصالحة، أما من يؤخر إلى أن يرى الموت، هذا لا ينفعه، ينتهي باب التوبة، يغلق عليه.

ثم ذكر سبحانه: ﴿وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ نَّاعِمَةٞ ٨ لِّسَعۡيِهَا رَاضِيَةٞ [الغاشية: 8- 9] وهي التي كانت تعمل في الدنيا قبل الموت، كانت تعمل في الدنيا، وتجتهد في الأعمال الصالحة.

كما سبق أنه يقرا في صلاة الفجر بسورة: ﴿الٓمٓ ١ تَنزِيلُ ٱلۡكِتَٰبِ لَا رَيۡبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [السجدة: 1- 2]، هذا في الأولى،


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (879).