×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

وَعَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ رضي الله عنه قَالَ: أَخْرَجَ مَرْوَانُ الْمِنْبَرَ فِي يَوْمِ عِيدٍ، فَبَدَأَ بِالْخُطْبَةِ قَبْلَ الصَّلاَةِ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا مَرْوَانُ خَالَفْتَ السُّنَّةَ أَخْرَجْتَ الْمِنْبَرَ فِي يَوْمَ عِيدٍ وَلَمْ يَكُنْ يَخْرُجُ فِيهِ، وَبَدَأْتَ بِالْخُطْبَةِ قَبْلَ الصَّلاَةِ،

 

قوله رحمه الله: «وَعَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ رضي الله عنه قَالَ: أَخْرَجَ مَرْوَانُ الْمِنْبَرَ فِي يَوْمِ عِيدٍ»، أول من أخرج المنبر مروان بن الحكم، لما كان أميرًا على المدينة، أما في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يكن هناك منبر.

قوله رحمه الله: «أَخْرَجَ مَرْوَانُ الْمِنْبَرَ فِي يَوْمِ عِيدٍ، فَبَدَأَ بِالْخُطْبَةِ قَبْلَ الصَّلاَة»، يعني: هذه مخالفتان من مروان:

أولاً: إخراج منبر في صلاة العيد.

والثانية: أنه خطب قبل صلاة العيد، وهذا خلاف السنة، وأنكروا عليه ذلك، فقال: «إن الناس لا يجلسون لنا»، فهو يريد أن الناس يكونون ينتظرون صلاة العيد ولا يذهبون، أراد أن يحبسهم، ويقدم الخطبة؛ لئلا ينصرفوا عنها.

وهذا اجتهاد منه رحمه الله، لكنه اجتهاد مخالف لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولذلك أنكر عليه أبو سعيد رضي الله عنه وغيره.

قوله رحمه الله: «فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا مَرْوَانُ خَالَفْتَ السُّنَّةَ أَخْرَجْتَ الْمِنْبَرَ فِي يَوْمَ عِيدٍ وَلَمْ يَكُنْ يَخْرُجُ فِيهِ، وَبَدَأْتَ بِالْخُطْبَةِ قَبْلَ الصَّلاَةِ»، يعني خالف في مسألتين:

إخراج المنبر، وكونه يخطب على منبر، الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقوم في مكانه على قدميه الشريفتين، ويذكر الناس بدون منبر.


الشرح