وَعَنْ عَطَاءٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله
عليه وسلم الْعِيدَ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاَةَ قَالَ: «إنَّا نَخْطُبُ فَمَنْ
أَحَبَّ أَنْ يَجْلِسَ لِلْخُطْبَةِ فَلْيَجْلِسْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَذْهَبَ
فَلْيَذْهَبْ» ([1]). رَوَاهُ
النَّسَائِيّ وَابْنُ مَاجَهْ وَأَبُو دَاوُد.
أما ما يفعله بعض
الخطباء الشباب - الله يهديهم - من أنه يسرح ويمرح في الخطبة، ويذهب ويأتي بأشياء
غير مناسبة، فهذا خلاف السنة، يترك تعليم الناس وبيان أحكام هذا اليوم من صدقة
الفطر أو الأضحية، ويأتي بأمور السياسة وأمور الدول، هذا غير مناسب.
قوله رحمه الله:
«وَعَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْعِيدَ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاَةَ قَالَ: «إنَّا
نَخْطُبُ فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَجْلِسَ لِلْخُطْبَةِ فَلْيَجْلِسْ، وَمَنْ أَحَبَّ
أَنْ يَذْهَبَ فَلْيَذْهَبْ»»، هذا يدل أولاً: على أن الخطبة يوم العيد ليست
واجبة؛ لأنها لو كانت واجبة، لوجب حضورها، ولا يجوز الانصراف قبل نهاية الخطبة،
فدل على إنها غير واجبة؛ من شاء أن ينصرف، فينصرف.
ثانيًا: يدل على أن
الخطبتين يوم العيد تختلفان عن خطبتي الجمعة.
«فَلَمَّا قَضَى
الصَّلاَةَ قَالَ: «إنَّا نَخْطُبُ فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَجْلِسَ لِلْخُطْبَةِ
فَلْيَجْلِسْ»»، «إنَّا نَخْطُبُ»: هذا دليل: على مشروعية الخطبة يوم العيد.
ثانيًا: دليل على إنها غير واجبة؛ لأنها لو كانت واجبة، لما أذن النبي صلى الله عليه وسلم لمن يريد الانصراف أن ينصرف.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (1155)، والنسائي رقم (1571)، وابن ماجه رقم (1290).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد