×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٌ رضي الله عنه قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلَى خَالِدِ بْنِ سُفْيَانَ الْهُذَلِيِّ وَكَانَ نَحْوَ عَرنةَ وَعَرَفَاتٍ، فَقَالَ: «اذْهَبْ فَاقْتُلْهُ». قَالَ: فَرَأَيْتُهُ وحَضَرَتْ صَلاَةُ الْعَصْرِ فَقُلْتُ: إنِّي لَأَخَافُ أَنْ يَكُونَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ مَا يُؤَخِّرُ الصَّلاَةَ، فَانْطَلَقْتُ أَمْشِي وَأَنَا أُصَلِّي أُومِئُ إيمَاءً نَحْوَهُ، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ قَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: رَجُلٌ مِنْ الْعَرَبِ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَجْمَعُ لِهَذَا الرَّجُلِ فَجِئْتُكَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إنِّي لَفِي ذَلِكَ، فَمَشِيتُ مَعَهُ سَاعَةً، حَتَّى إذَا أَمْكَنَنِي عَلَوْتُهُ بِسَيْفِي حَتَّى بَرَدَ ([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد.

 

هذا إذا اشتد الخوف، وكان المسلم هاربًا من العدو؛ لأنه لو وقف يصلي، لأدركه العدو، فهو يصليها وهو هارب راكبًا أو ماشيًا إلى أي جهة توجه، ويسقط عنه استقبال القبلة في هذه الحالة.

هذا كله مما يدل على آكدية الصلاة، وأنها لا تسقط بحال، حتى في شدة الخوف لا تسقط، فيصليها على حسب حاله؛ لقوله تعالى: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ [التغابن: 16]، ﴿فَإِنۡ خِفۡتُمۡ فَرِجَالًا أَوۡ رُكۡبَانٗاۖ [البقرة: 239].

«بَلَغَنِي أَنَّكَ تَجْمَعُ لِهَذَا الرَّجُلِ»، يعني: هو يجمع الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالرسول صلى الله عليه وسلم ابتدره، وأرسل من يقتله؛ كفًّا لشره.

فالشاهد من هذا: أن هذا الصحابي صلى بالإيماء وهو يمشي نحو هذا العدو؛ حتى ىدركه، ولا يفوته.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (1249)، وأحمد رقم (16047).