وَعَنْ ابْنِ
عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: نَادَى فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
يَوْمَ انْصَرَفَ عَنْ الأَْحْزَابِ: «أَنْ لاَ يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إلاَّ
فِي بَنِي قُرَيْظَةَ»،
قوله رحمه الله:
«قَالَ: نَادَى فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ انْصَرَفَ عَنْ
الأَْحْزَابِ أَنْ لاَ يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إلاَّ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ»، هذا ما في
الترجمة: هل يصليها في وقتها، أو حتى لو خرج الوقت يؤخرها عن وقتها؟
حدىث غزوة بني
قريظة، لما تألب الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاؤوا يغزون المدينة،
وهي غزوة الخندق، جاؤوا يغزون المدينة، حفر النبي صلى الله عليه وسلم خندقًا حول
المدينة بإشارة سلمان الفارسي رضي الله عنه، فنفع الله بهذا الخندق، ولم تتجاوزه
الخيل.
لما وقفوا عليه،
قالوا: هذه مكيدة لم تكن تعرفها العرب، فكف الله شرهم بسبب هذا الخندق الذي حفره
الرسول صلى الله عليه وسلم بإشارة سلمان الفارسي رضي الله عنه، فقال: إنا كنا إذا
حاصرنا العدو - يعني: في فارس -، كنا نحفر الخندق.
لما جاء الأحزاب، انضم إليهم اليهود، بنو قرىظة انضموا إليهم، وكانوا قد عاهدوا النبي صلى الله عليه وسلم على أن يدافعوا عن المدينة، لكنهم انضموا إلى المشركين ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما هزم الله الأحزاب، وأرسل عليهم الريح التي كفأت قدورهم، واقتلعت خيامهم، وحصبتهم، وأصابهم الرعب؛ ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ جَآءَتۡكُمۡ جُنُودٞ فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ رِيحٗا وَجُنُودٗا لَّمۡ تَرَوۡهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرًا ٩ إِذۡ جَآءُوكُم مِّن فَوۡقِكُمۡ وَمِنۡ أَسۡفَلَ مِنكُمۡ وَإِذۡ زَاغَتِ ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَبَلَغَتِ ٱلۡقُلُوبُ ٱلۡحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَا۠﴾ [الأحزاب: 9- 10].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد