×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

فَتَخَوَّفَ نَاسٌ فَوْتَ الْوَقْتِ فَصَلَّوْا دُونَ بَنِي قُرَيْظَةَ،

﴿مِّن فَوۡقِكُمۡ: خارج المدينة، ﴿وَمِنۡ أَسۡفَلَ مِنكُمۡ: من داخل المدينة، وهم اليهود، ﴿إِذۡ جَآءُوكُم مِّن فَوۡقِكُمۡ وَمِنۡ أَسۡفَلَ مِنكُمۡ وَإِذۡ زَاغَتِ ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَبَلَغَتِ ٱلۡقُلُوبُ ٱلۡحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَا۠ ١٠ هُنَالِكَ ٱبۡتُلِيَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَزُلۡزِلُواْ زِلۡزَالٗا شَدِيدٗا ١١ وَإِذۡ يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ إِلَّا غُرُورٗا[الأحزاب: 10- 12]، المنافقون هذه مقالتهم، واليهود خانوا، والعدو قد أحاط بالمدينة، أزمة شديدة، ثم فرجها الله سبحانه تعالى؛ بأن أرسل هذه الريح على الأحزاب، وألقى في قلوبهم الرعب، فقفلوا راجعين.

فجاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألا يضعوا سلاحهم حتى يخرجوا إلى بني قريظة الذين انضموا إلى الأحزاب، فغزاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: «لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة»، فخرجوا مسرعين، وحضرت صلاة العصر وهم في الطريق، بعضهم اجتهدوا في أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، بعضهم يقول: إن الرسول صلى الله عليه وسلم قصده الحث على العجلة، ولكن لا نترك الصلاة في وقتها، نصليها ونحن في الطريق ذاهبين إلى بني قريظة، والبعض الآخر حملوا الحديث على ظاهره، قالوا: لا، لا نصلي حتى نصل إلى بني قريظة، ولو خرج الوقت، فهذه غزوة بني قريظة.

«فَتَخَوَّفَ نَاسٌ فَوْتَ الْوَقْتِ فَصَلَّوْا دُونَ بَنِي قُرَيْظَةَ»، يعني: في الطريق.


الشرح