فَلَمَّا
تَوَسَّطَتْ السَّمَاءَ انْتَشَرَتْ ثُمَّ أَمْطَرَتْ، قَالَ: فَلاَ وَاَللَّهِ
مَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ سَبْتًا قَالَ: ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ ذَلِكَ الْباب
فِي الْجُمُعَةِ الْمُقْبِلَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمًا
يَخْطُبُ. فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتْ
الأَْمْوَالُ، وَانْقَطَعَتْ السُّبُلُ فَادْعُ اللَّهَ يُمْسِكْهَا عَنَّا؛
قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ:
«اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآْكَامِ وَالظِّرَابِ
يجعله أمامه، شيء مستدير من الحديد يدفع عنه
السهام، «مِثْلُ التُّرْسِ»، يعني: صغيرة.
فاتسعت، ورعدت،
وأبرقت، ثم أمطرت لما دعا الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «اللَّهُمَّ
أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا»، نشأت السحابة في الحال، وتوسعت، ونزل منها
المطر الغزير وهم في الصلاة، ثم استمر المطر سبتًا، يعني: من الجمعة إلى الجمعة
التي بعدها، استمر أسبوعا كاملاً والمطر ينزل.
فبينما الرسول صلى
الله عليه وسلم يخطب، دخل رجل من ذلك الباب، ولا يدري هل هو الأول أو غيره، وشكا
إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ما أصاب الناس من ضرر كثرة الأمطار، وطلب من الرسول
صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله بأن يكشفها، وأن يمنع المطر عنهم، فالنبي صلى
الله عليه وسلم رفع ىدىه وقال: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا»،
أي: اجعل المطر ينزل حوالينا، قريبا من خارج البلد، ولا ينزل علينا، فيتضرر الناس.
«اللَّهُمَّ عَلَى
الآْكَامِ»، وهي الجبال الصغيرة، والآكام جمع أكمة.
«وَالظِّرَابِ»، والظراب هي المرتفعات.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد