وَبُطُونِ الأَْوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ». قَالَ:
فَانْقَلَعَتْ وَخَرَجْنَا نَمْشِي فِي الشَّمْسِ، قَالَ شَرِيكٌ: فَسَأَلْتُ
أَنَسًا أَهُوَ الرَّجُلُ الأَْوَّلُ؟ قَالَ: لاَ أَدْرِي ([1]). مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ.
«وَبُطُونِ
الأَْوْدِيَةِ»: حتى يجري السيل ليبلغ الأرض.
«وَمَنَابِتِ
الشَّجَرِ»: منابت الشجر في البر؛ لأنه في هذه المواطن إذا نزل عليها، صار به النفع
العظيم للناس، فرعوا وشربوا.
فأقلعت وهو يدعو صلى
الله عليه وسلم، أقلعت وخرجوا يمشون في الشمس، الله على كل شيء قدير.
والدعاء له مكانة،
يستجاب الدعاء إذا كان بقلب حاضر وحاجة، ومن مسلم مخلص لله عز وجل، فإنه يستجاب،
الله قريب مجيب.
فإذا حصل، منع من
قبول الدعاء، فهو من قبل الداعي، هناك مانع من قبول دعائه، وإلا لو خلا من المانع،
الله قريب مجيب سبحانه وتعالى، فخرجوا يمشون في الشمس، والله عل كل شيء قدير.
فهذا فيه مسائل
عظيمة:
أولاً: فيه الاستسقاء، طلب
الاستسقاء في خطبة الجمعة.
فيه: أن الحاضر يكلم الخطيب، وإن كان الأصل أن الكلام حال الخطبه حرام، إلا من يكلمه الإمام، أو هو يكلم الإمام، فهذا لا بأس، بدليل هذا الحديث، وبدليل: أَنَّهُ دَخَلَ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ فَقَالَ: «صَلَّيْت؟» قَالَ: لاَ. قَالَ: «فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ» ([2])،
([1])أخرجه: البخاري رقم (1014)، ومسلم رقم (897).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد