وَعَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «نَفْسُ
الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ» ([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ
وَابْنُ مَاجَهْ وَالتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ.
وهذا الحديث يقول: «نَفْسُ
الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ»، ىعني: محبوسة، «مُعَلَّقَةٌ
بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ».
كان صلى الله عليه
وسلم في أول الأمر إذا قُدمت إليه الجنازة ليصلي عليها يسأل: «هَلْ عَلَيْهِ
دَيْنٌ؟» إن قالوا: نعم، تأخر، وقال: «صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ» ([2])، وإن لم يكن عليه
دين، صلى عليه، فلما فتح الله عليه، وجاءته الأموال، صار يتحمل الديون عن الأموات،
ويصلي عليهم صلى الله عليه وسلم، وقدم له مرة رجل ليصلي عليه، فقال: «أَعَلَيْهِ
دَيْنٌ؟» قُلْنَا: دِينَارَانِ، فَانْصَرَفَ، فَتَحَمَّلَهُمَا أَبُو
قَتَادَةَ، فَأَتَيْنَاهُ، فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ: الدِّينَارَانِ عَلَيَّ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «حَقُّ الْغَرِيمُ، وَبَرِئَ
مِنْهُمَا الْمَيِّتُ؟» قَالَ: نَعَمْ، فَصَلَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ بَعْدَ
ذَلِكَ بِيَوْمٍ: «مَا فَعَلَ الدِّينَارَانِ؟» فَقَالَ: إِنَّمَا مَاتَ
أَمْسِ، قَالَ: فَعَادَ إِلَيْهِ مِنَ الْغَدِ، فَقَالَ: لَقَدْ قَضَيْتُهُمَا،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الآْنَ بَرَدَتْ عَلَيْهِ
جِلْدُهُ» ([3]). فالدين أمر عظيم،
أول ما يبدأ به بعد تجهيز الميت قضاء ديونه.
***
الصفحة 3 / 576
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد