×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

فَسَأَلُوا أَهْلَهُ مَا شَأْنُهُ؟» فَسُئِلَتْ صَاحِبَتُهُ فَقَالَتْ: خَرَجَ وَهُوَ جُنُبٌ حِينَ سَمِعَ الْهَائِعَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لِذَلِكَ غَسَّلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ» ([1]).

وَعَنْ أَبِي سَلاَمٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَغَرْنَا عَلَى حَيٍّ مِنْ جُهَيْنَةَ». فَطَلَب رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ رَجُلاً مِنْهُمْ فَضَرَبَهُ فَأَخْطَأَهُ وَأَصَابَ نَفْسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَخُوكُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ» . فَابْتَدَرَهُ النَّاسُ فَوَجَدُوهُ قَدْ مَاتَ، فَلَفَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِثِيَابِهِ وَدِمَائِهِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ وَدَفَنَهُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَشَهِيدٌ هُوَ؟ قَالَ: ((نَعَمْ وَأَنَا لَهُ شَهِيدٌ» ([2]). رَوَاهُ أَبُو دَاوُد.

 

وهذا يدل على أن المجاهد، ولو أنه أصاب نفسه، يريد أن يصيب العدو، فأصاب نفسه خطأ، فإنه يعتبر شهيدا، لا يغسل، بدليل هذا الفتى في إحدى الغزوات أو السرايا، أراد أن يضرب رجلاً من الكفار، فوقعت ضربته عليه، فمات.

فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل: أَشَهِيدٌ هُوَ؟ قَالَ: «نَعَمْ وَأَنَا لَهُ شَهِيدٌ». فدلَّ: على أن الإنسان إذا أصاب نفسه في المعركة خطأً ومات؛ أنه شهىد مثل لو أصابه العدو.

***


الشرح

([1])أخرجه: ابن إسحاق في السير والمغازي (ص: 332، 333).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (2539).