وَرَوَى مُحَمَّدُ
بْنُ إِسْحَاقَ فِي الْمَغَازِي بِإِسْنَادٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ
قَتَادَةَ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
قَالَ: «إنَّ صَاحِبَكُمْ لَتُغَسِّلُهُ الْمَلاَئِكَةُ -يَعْنِي حَنْظَلَةَ-
الله شرفًا له يوم
القيامة، يأتي يوم القيامة يثعب دما، لونه لون الدم، وريحه ريح المسك؛ لتبقى عليه
هذه العلامة الشريفة، فلا يغسل دمه، ولا يغير لباسه؛ بل يدفن في ثوبه الذي قتل
فيه، ولا يصلى عليه؛ لأن الشهداء أحياء عند الله، ﴿وَلَا
تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتَۢاۚ بَلۡ
أَحۡيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ يُرۡزَقُونَ﴾ [آل عمران: 169]، فهم أحياء حياة
برزخية، ليست مثل حياتهم في الدنيا، في الدنيا يعتبرون أمواتًا، تقسم أموالهم،
وتتزوج نساؤهم، تجرى عليهم أحكام الأموات، لكنهم في القبور وفي الآخرة أحياء حياة
برزخية، لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، فلا يصلى عليهم؛ لأن الصلاة شفاعة
للجنازة، شفاعة للمسلم الميت، وهم شهداء، ليسوا بحاجة إلى الشفاعة؛ لما أعطاهم
الله من الفضل، وأعطاهم الله من الأجر والثواب والشرف.
هذا شاب من شباب الصحابة يقال له: حنظلة رضي الله عنه، تزوج حديثًا، ووقع على امرأته، وفي أثناء وجوده على امرأته، سمع الصيحة والمعركة، فقام عجلا، وأخذ سلاحه، وذهب إلى المعركة، فاستشهد رضي الله عنه وعليه الجنابة، ورأه النبي صلى الله عليه وسلم تغسله الملائكة، وأخبر عن ذلك، سألوا عن حاله، فأخبرت امرأته أنه قام من عليها، ولم يغتسل، لما سمع المعركة، بادر بالخروج، وأخذ السلاح، فغسلته الملائكة، ولهذا يلقب بغسيل الملائكة رضي الله عنه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد