وَعَنْ جَابِرٍ
رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ يَوْمًا، فَذَكَرَ
رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِهِ قُبِضَ، فَكُفِّنَ فِي كَفَنٍ غَيْرِ طَائِلٍ، وَقُبِرَ
لَيْلاً، فَزَجَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُقْبَرَ الرَّجُلُ لَيْلاً
حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهِ
المسألة الثانية:
أنه يحسن كفنه، ولا يتساهل في الكفن؛ يكفن في خرق بالية، أو في أثواب وسخة، أو ما
أشبه ذلك؛ بل يحسن كفنه، ينظف، ويكون ضافيًا عليه، لا يكون ناقصا، هذا من إحسان
الكفن، ولا يقال: «هذا مىت» لا، مىت لكن من حقه أن يكفن كفنًا لائقًا
وضافيًا.
«فَذَكَرَ رَجُلاً
مِنْ أَصْحَابِهِ قُبِضَ» قُبِضَ، يعني: مات.
«فَكُفِّنَ فِي
كَفَنٍ غَيْرِ طَائِلٍ»: غير ضافي يعني.
«وَقُبِرَ لَيْلاً»، يعني: دفن ليلاً،
النبي صلى الله عليه وسلم خطب، وأنكر ذلك، أنكر أولاً: أن كفنه غير ضافٍ وغير
طائل.
وثانيًا: أنه قُبِرَ
ليلاً، ولم يشهد جنازته الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا أحد من الصحابة رضي الله
عنهم.
فهذا فيه: إساءة إلى
الميت، وفيه تفوىت فرصة على الأحياء في حضور الميت وتحصيل الأجر والثواب في
تشييعه.
«فَزَجَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُقْبَرَ الرَّجُلُ لَيْلاً حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهِ»، لأجل أن يُصلَّى عليه، ويكثر المصلون عليه بالنهار، ويتوافدون من حوله.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد