ونزلوا، ولم يبقَ
إلا أميرهم، وقليلون معه.
فالمشركون اغتنموا الفرصة، وانتهزوا الفرصة، وانقضوا على المسلمين من خلفهم، فأصبح المسلمون بين الكفار من الأمام ومن الخلف، دارت المعركة من جديد، فحصل على المسلمين ما حصل، قتل منهم سبعون استشهد منهم سبعون، وحصل أن الرسول صلى الله عليه وسلم شُجِّ في رأسه، وكُسِرَت رباعيته، سنه الرباعية، وعثر في حفرة صلى الله عليه وسلم. هذه عقوبة لمعصية هؤلاء النفر من الصحابة لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: «إِنْ رَأَيْتُمُونَا تَخْطَفُنَا الطَّيْرُ فَلاَ تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ هَذَا، حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا هَزَمْنَا القَوْمَ وَأَوْطَأْنَاهُمْ، فَلاَ تَبْرَحُوا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ»، فلما حصلت هذه المعصية من بعضهم، عمت العقوبة جميعهم، حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابه ما أصابه من عقوبة هذه المعصية، الله جل وعلا قال: ﴿وَٱتَّقُواْ فِتۡنَةٗ لَّا تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمۡ خَآصَّةٗۖ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [الأنفال: 25]، فعمت العقوبة بسبب معصية بعضهم، الله جل وعلا قال: ﴿وَلَقَدۡ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥٓ إِذۡ تَحُسُّونَهُم بِإِذۡنِهِۦۖ﴾: أي تقتلونهم، ﴿بِإِذۡنِهِۦۖ﴾: أي: بإذنه الشرعي، ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا فَشِلۡتُمۡ وَتَنَٰزَعۡتُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِ وَعَصَيۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ مَآ أَرَىٰكُم مَّا تُحِبُّونَۚ﴾، يعني: من النصر، ﴿وَعَصَيۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ مَآ أَرَىٰكُم مَّا تُحِبُّونَۚ مِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلدُّنۡيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلۡأٓخِرَةَۚ ثُمَّ صَرَفَكُمۡ عَنۡهُمۡ لِيَبۡتَلِيَكُمۡۖ﴾ [آل عمران: 152]، ثم بشرهم، فقال: ﴿وَلَقَدۡ عَفَا عَنكُمۡۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [آل عمران: 152]، فأصاب المسلمين ما أصابهم بسبب معصية من بعضهم لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد